مفهوم الإدارة
1-مفهوم الإدارة كممارسة: (Management as a process)
الإدارة هنا هي الاستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمال ية والمعلومات والأفكار والوقت من خلال العمليات الإدارية المتمثلة في التخطيط، والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق الأهداف.
هذا ويقصد بـالموارد:
- الموارد البشرية: الناس الذين يعملون في المنظمة.
- الموارد المادية: كل ما يوجد في المنظمة من مباني وأجهزة وآلات..
- الموارد المالية: كل المبالغ من المال التي تستخدم لتسيير الأعمال الجارية والاستثمارات الطويلة الأجل.
- المعلومات والأفكار: تشمل الأرقام والحقائق والقوانين والأنظمة.
- الوقت: الزمن المتاح لإنجاز العمل.
ويقصد بالعمليات الإدارية:
التخطيط والتنظيم والتوجيهوالرقابة وسيتم تناولها لاحقاً.
الفاعلية: (effectiveness)
ويقصد بها مدى تحقيق أهداف المنظمة
الكفاءة: (Efficiency)
ويقصد بها الاستخدام الاقتصادي للموارد: أي الاقتصاد في استخدام الموارد وحسن الاستفادة منها، والشكل أدناه يبين علاقة الموارد والعملية الإدارية والأهداف ببعضها
ب) الإدارة كعلم: ((Management as a science
هو ذلك الفرع من العلوم الاجتماعية الذي يصف ويفسر ويحلل ويتنبأ بالظواهر الإدارية، والسلوك الإنساني الذي يجري في التنظيمات المختلفة لتحقيق أهداف معينة.
2- المهارات الإدارية: ((Management skills
يتطلب من أي مدير أن يتمتع بالمهارات التالية:
(أ) مهارات فكرية (Conceptual Skills)
كالقدرة على الرؤية الشمولية للمنظمة ككل، وربط أجزاء الموضوع ببعضها البعض… الخ.
وهذه المهارة مطلوبة أكثر في الإدارة العليا.
(ب) مهارات إنسانية Human Skills) )
وتعني باختصار القدرة على التعامل مع الآخرين، وهي مطلوبة بشكل متساوي في جميع المستويات الإدارية.
(ج) مهارات فنية (Technical Skills)
كاكتساب مهارة اللغة والمحاسبة، واستخدام الحاسوب وهي مطلوبة أكثر في المستويات الإدارية الدنيا.
شكل يبين توزيع المهارات على المستويات الإدارية
3- الإدارة هل هي فن أم علم؟ art or science) )
الإدارة فن لأنه لابد للمدير أن يمتلك القدرة الشخصية على تطبيق الأفكار والنظريات والمبادئ الإدارية بطريقة ذكية ولبقة تعكس الخبرة والتجربة والممارسة. والإدارة علم لأننا ندرس في الجامعات نظريات ومبادئ وأفكار إدارية وبذلك يمكن القول أن الإدارة هي فن وعلم في نفس الوقت.
4- مجالات الإدارة: Management Fields))
هناك مجالات متعددة تطبق فيها الإدارة، فهي تطبق في القطاع العام ((Public-Sector ويطلق عليها في هذه الحالة الإدارة العامة public – administration)) وتطبق في القطاع الاقتصادي ((economic - sector وتسمى في هذه الحالة إدارة الأعمال Business) – administration )
وهناك إدارة تسمى بإدارة المستشفيات وهي الإدارة التي تطبق في المستشفيات، وإدارة تسمى إدارة الفنادق وهي الإدارة التي تطبق في الفنادق.
وهكذا نلاحظ أن الإدارة تكتسب اسم المجال الذي تطبق فيه.فإذا طبقت في الوزارات والمصالح سميت إدارة عامة، وإذا طبقت في النشاطات الاقتصادية سميت إدارة أعمال … الخ، ويعتبر تقسيم الإدارة إلى إدارة عامة وإدارة أعمال من أهم التقسيمات وبالتالي فسنحاول توضيح أهم الفوارق بينهما من خلال الجدول التالي:
إدارة الاعمال | الادارة العامة | |
تحقيق ربح | تقديم خدمة عامة | الهدف |
اصغر | عادة كبيرة | الحجم |
القطاع الاقتصادي وبالذات القطاع الخاص | دوائر حكومية مثل وزارة او مصلحة | مجال التطبيق |
مجلس الادارة | السياسة العامة للدولة | إطار العمل |
افراد , شركات اشخاص, شركات اموال | وزارة , مصلحة , هيئة , مؤسسة | شكل التنظيم |
المساهمون | الدولة ممثلة في اجهزتها الرقابية | الجهةالرقابية |
تعظيم الربح | مدى توفر الخدمة | مقياس النجاح |
إدارة الاعمال الادارة العامة تحقيق ربح تقديم خدمة عامة الهدف اصغر عادة كبيرة الحجم
القطاع الاقتصادي وبالذات القطاع الخاص دوائر حكومية مثل وزارة او مصلحة مجال التطبيق مجلس الادارة السياسة العامة للدولة إطار العمل
افراد , شركات اشخاص, شركات اموال وزارة , مصلحة , هيئة , مؤسسة شكل التنظيم
المساهمون الدولة ممثلة في اجهزتها الرقابية الجهةالرقابية
تعظيم الربح مدى توفر الخدمة مقياس النجاح
وهنا لابد من الإشارة إلى أن هذه الفرو قات قد بدأت في التلاشي والانكماش.
5- علاقة الإدارة بالعلوم الأخرى:
للإدارة علاقة بكثير من العلوم من أهمها:
- علم الاقتصاد .
-علم النفس.
- علم الاجتماع.
- علم الرياضيات.
-علم القانون
- علم السياسة.
- علوم أخرى.
الخلاصة :
تم استعراض مفهوم الإدارة باعتبارها الاستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والغير بشرية من خلال العمليات الإدارية المتمثلة في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق الأهداف. كما تمت مناقشة المهارات الإدارية: الفكرية، والإنسانية والفنية، ومناقشة هل الإدارة فن أم علم، ومجالات الإدارة، والفروق الأساسية بين الإدارة العامة وإدارة الأعمال وأخيراً التنويه إلى العلاقة القائمة بين علم الإدارة وبعض العلوم الأخرى مثل علم النفس والاقتصاد…
المدارس الإدارية ((Management schools
ينبغي علينا أن نسعى من دراستنا لهذا الفصل إلى تحقيق الأهداف التالية:
( التحليل الشامل ) كما عرضه رواد المدرسة الكلاسيكية.
2- التعرف على مفهوم نظرية الإدارة العلمية ومساهماتها في المدرسة الكلاسيكية.
3- معرفة إسهامات ((Fayol رائد نظرية المبادئ الإدارية والتعرف على أفكاره .
4- التعرف على المبادئ الإدارية والتعرف على أنشطة المنظمة كما يراها ((Fayol.
5- القدرة على استيعاب مفهوم ) البيروقراطية ( وأهم الأسس التي ترتكز عليها.
6- فهم المدرسة الكلاسيكية الحديثة ( المدرسة السلوكية ) في دراسة الإدارة.
7- التعرف على دراسات " هوثورون" التي قام بـها "التون مايو "
8- استيعاب النتائج التي توصلت إليها دراسات " هوثورون ".
9- التعرف على نظرية X ، Y .
10- تحديد الفوارق الرئيسية بين المدرسة الكلاسيكية ، والمدرسة الكلاسيكية الحديثة
( السلوكية).
( نظره تاريخية في الإدارة )
الإدارة كممارسة بدأت مع وجود الإنسان في كوكب الأرض، أما الإدارة كعلم فإنها لم تتبلور بشكل واضح إلا مع بداية القرن العشرين.
ويمكن رصد هذا التطور من خلال الشكل التالي:
وفيما يلي توضيح مختصر لبعض نظريات الإدارة في العصر الحديث.
أولاً: المدرسة الكلاسيكية
(أ) نظرية الإدارة العلمية ((Scientific Management
وهي عبارة عن أسلوب في الإدارة يهتم أساساً بتطوير أداء الفرد أي أنها تركز على العمل (work) وليس على الفرد العامل (individual ) وظروفه.
وترتكز هذه النظرية على أربعة أسس هي :
-استخدام الأسلوب العلمي في التوصل إلى حلول للمشاكل.
- اختيار العاملين حسب الجدارة.
-الاهتمام بتدريب العاملين.
-الارتكاز على مبدأ التخصص بحيث تسند للإدارة الوظائف الإدارية، ويتولى العاملون مهام التنفيذ.
ومن رواد هذه المدرسة تايلور (Taylor)، وهنري جانت ، فرنك وليان و جلبريت.
(ب) نظرية المبادئ الإدارية (Administrative Theory)
وتُعرف بأنها الإدارة التي ترتكز على إدارة المنشأة ككل ، أي أنها تسعى إلى إيجاد مبادئ إدارية عامة على المستوى النظري لتكون أساساً لعمليات التنظيم والتصميم الإداري للمنشأة.
ومن أهم روادها هنري فويل (Henry – foyol) ولوترجليوك ((Luther Gulick .
هذا وقد قام ((Fayol بتقسيم نشاط المنظمة إلى ستة أنشطة رئيسية ركز فيها على النشاط الإداري وقام بتقسيمه إلى سبعة أنشطة وقام بوضع أربعة عشر مبدأ إدارياً توصل إليها من خلال بحثه والشكل التالي يوضح هذا التقسيم:
شكل يبين أنشطة المنظمة ( المشروع ) ووظائف الإدارة والمبادئ الإدارية كما يراها هنري فويل Henry - Fayol
ثانياً: المدرسة الكلاسيكية الحديثة ((Neoclassic – School أو المدرسة السلوكية (behavioral – School)
وتشمل هذه المدرسة عدة نظريات من أهمها:
(أ) حركة العلاقات الإنسانية ((human relationship Movement
وتمثل هذه المدرسة بدايات المدرسة السلوكية وجاءت كرد فعل للمدرسة الكلاسيكية التي ركزت كما عرفنا على الإنتاج وأغفلت إلى حد كبير جوانب العلاقات. ويعتبر التون مايو Elton – Mayo)) من الرواد الأوائل لهذه المدرسة. وقد قام مع آخرين بعدة تجارب سميت بتجارب هوتورون ((Howthorone وهو اسم المصنع الذي أجريت فيه التجارب.
وأهم هذه التجارب:
- تجربة الإضاءة.
- تجربة غرفة الكابلات.
وقد توصل مايو بتجاربه هذه إلى عدة نتائج تتسم بـها مدرسة العلاقات الإنسانية وأهمها:
- لا يتحدد حجم عمل الفرد بقوته الجسمية فحسب وإنما أيضاً بخلفيته الاجتماعية وإرادة الجماعة.
- للمكافآت والحوافز الغير مادية دور هام في تحفيز الأفراد وإحساسهم بالرضاء.
- أهمية وضرورة تدريب الرؤساء على المعاملة الإنسانية للعاملين.
- أعطت أهمية للتنظيمات غير الرسمية ( الشِلل ، والجماعات الغير رسمية ) في تأثيرها على السلوك الفردي في المنظمة.
- أهمية المعنويات على الإنتاج.
(ب)نظرية X and Y لـ مكريجور ((MCGreogor .
في هذه النظرية عرض مكريجور تصوره لفروض النظرية الكلاسيكية والتي أطلق عليها (X) ثم عرض تصوره لفروض نظرية العلاقات الإنسانية وأسماها (Y) . وذلك كما هو
مبين في الجدول التالي:
Y نظرية | X نظرية |
حب الإنسان العادي للعمل | كراهية الإنسان العادي للعمل |
يسعى برغبته ( ودون إكراه ) للقيام بعمله نظراً للمكافأة التي يتوقعها. | الحاجة إلى إجبار الفرد للقيام بالعمل، أما إذا ترك لوحده فلن يعمل. |
الإنسان العادي لا يتهرب من المسئولية | الإنسان بطبعه كسول وكل ما يريده فقط هو الأمن والاستقرار |
الإنسان طموح ويسعى إلى تحقيق ذاته ورغباته | يفتقر الإنسان إلى روح المبادرة ويكره المخاطرة |
يمتلك الإنسان القدرة على المبادأة والابتكار واتخاذ قرارات فيها مخاطره. | - |
Y نظرية X نظرية
حب الإنسان العادي للعمل كراهية الإنسان العادي للعمل يسعى برغبته ( ودون إكراه ) للقيام بعمله نظراً للمكافأة التي يتوقعها. الحاجة إلى إجبار الفرد للقيام بالعمل، أما إذا ترك لوحده فلن يعمل. الإنسان العادي لا يتهرب من المسئولية الإنسان بطبعه كسول وكل ما يريده فقط هو الأمن والاستقرارالإنسان طموح ويسعى إلى تحقيق ذاته ورغباته يفتقر الإنسان إلى روح المبادرة ويكره المخاطرة. يمتلك الإنسان القدرة على المبادأة والابتكار واتخاذ قرارات فيها مخاطره. ثم توصل إلى أن الفرد العامل أقرب في طبيعته وسلوكه إلى افتراضات النظرية Y. هذا ومن الجوانب الإيجابية للمدرسة السلوكية تركيزها على العامل الإنساني والجماعة في المنظمة. وهي بذلك تعوض النقص الموجود في المدرسة الكلاسيكية التي ركزت أساساً على العمل دون الفرد نفسه.
الخلاصة:
تعددت المدارس الإدارية تم استعراض بعض من هذه المدارس ابتداءً من المدرسة الكلاسيكية التي ركزت على عنصر العمل والتي ساهم فيها تايلور باعتباره أبو الإدارة العلمية و Fayol صاحب المبادئ الإدارية المشهورة، والنظرية البيروقراطية التي أسسها Max-weber ثم استعرضنا بعد ذلك المدرسة الكلاسيكية الحديثة ( السلوكية ) التي كان اهتمامها ينصب أساساً على العامل أكثر منه على العمل وناقشنا في هذا الصدد حركة العلاقات الإنسانية التي أسسها التون مايو Elton - Mayo ، نظرية X , Y وقد أشرنا إشارة عابرة إلى مدرسة الإدارية بالأهداف ، والنظم والموقفية واليابانية ونظرية Z
المصدر: التنمية الإدارية .