السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ........ أهلا ومرحبا بكم في ساحة التنمية البشرية والتطوير الإداري

الخميس، 28 أبريل 2011

العادات العشر للشخصية الناجحة كيف تخطط لحياتك



بعد ما تعرفناعلى مفهوم التخطيط وأهميته في الحياة وفوائده والعوائق التي تقف في طريقه، دعني أسألك سؤالاً مباشراً: هل تمارس التخطيط في حياتك؟ إذا كان جوابك بنعم فهذا أمر جيد، وقد تجد في استمرار قراءة الموضوع تعزيزاً لمعلوماتك وصقلاً لمواهبك ومهاراتك، أما إذا كان جوابك بلا فلماذا لا تخطط؟ ما أسبابك في عدم التخطيط؟ خذ عدة دقائق وفكر في الأسباب التي تحول بينك وبين التخطيط. الواقع أن التخطيط مهارة ثمينة وعندما يتمكن الإنسان من هذه المهارة ويمارسها في حياته ويرى فوائدها المباشرة،يجد نفسه وقد ارتبط بالتخيطيط وجعله جزءاً لا تيجزأ من حياته. وهناك مستويات متدرجة من التخطيط مرتبطة مع بعضها بعضاً. وسنتاول كل مستوى بطريقة مبسطة.

المستوى الأول: خطة مدى الحياة.
المستوى الثاني: خطة من ثلاث إلى خمس سنوات.
المستوى الثالث: خطة سنوية.
المستوى الرابع: خطة شهرية.
المستوى الخامس: خطة أسبوعية
المستوى السادس: خطة يومية.
  • خطة مدى الحياة :
ونقصد بذلك أن يضع الإنسان لنفسه مجموعة من الأهداف يرغب في تحقيقها طوال عمره في عمله وفي حياته الشخصية. وقد تناولنا الموضوع في العادة الأولى عندما تحدثنا عن تبني رؤية واضحة ورسالة متميزة في الحياة. وغالباً ما تكون الأهداف في هذا السياق عامة وكبيرة وتستغرق الحياة كلها:
ما مستوى الإيمان الذي ترغب أن تعبد الله فيه، وتعيش فيه في المنزل والمجتمع والعمل؟
ما معاييرك الأخلاقية التي ترغب الحياة في ضوئها؟
ما نوع الوظيفة أو المهنة التي ارتضيتها لنفسك أو لا تزال تسعى من أجلها؟
ما الظروف المعيشية التي ترغبها وتعمل من أجلها؟ والدخل الذي تراه مناسباً أو تعمل من أجله وتتطلع إليه؟
والطريقة التي بها تعامل الناس وبها تحب أن يعاملوك؟
ما هي الأشياء التي ترغب في ملكيتها؟ والمكانة الاجتماعية التي تتطلع إليها؟

لاشك أن هذه أمور كبيرة في حياتك والعمل من أجل تحقيقها قد يستغرق وقتاً طويلاً ودون التخطيط والعمل الدؤوب تبقى هذه الأمور مجرد أحلام وأمنيات. ولكن الأحلام والأمنيات مع التخطيط والمتابعة تجد طريقها إلى التحقيق وتصبح حقائق معاشة.
وعندما تضع خطتك مدى الحياة لابد أن تدرك أن بعض الأهداف الكبيرة قد تتغير مع الزمن وذلك لتغير الإنسان نفسه وتبدل تطلعاته واهتماماته وزيادة خبراته، ومن ثم قد يكون من الملائم أن تراجع خطتك مدى الحياة كل عدة سنوات. فقد تجد أن بعض الأهداف غير عملية، وقد تجد بعضها تافهاً لا يستحق ما يبذل فيه من جهود، وقد تجد أن أهدافاً أخرى لها الأولوية والأهمية ومن ثم التركيز عليها.


المهم اجعل لنفسك خطة طويلة المدى وحافظ على تحقيقها ومتابعتها، ولكن كن مرنا ولا تتردد في ترك أو تعديل أي أهداف ترى عدم ملاءمتها، وتذكر أن أهدافك العامة في هذه الخطة هي بمنزلة موجهات رئيسة تساعد في تحديد الأهداف الأصغر في المستوى التالي.
  • خطة من ثلاث إلى خمس سنوات:
وأهداف هذه الخطة مبنية على الأهداف الكبرى السابقة ومنبثقة عنها، فمثلاً قد تكون المكانة الاجتماعية التي تسعى من أجلها (هدف كبير من الخطة السابقة) تحتاج إلى العمل على أهداف أصغر مثل الحصول على الترقية في العمل، أو الحصول على الشهادة أو تغيير الوظيفة إلى وظيفة أخرى... إلى غير ذلك من الأهداف الأصغر. وقد تجد أنك ترغب في التركيز في خطتك الخمسية أو الثلاثية على هدفين أو ثلاثة فقط من أهدافك الكبرى فتحولها إلى مجموعة كبيرة من الأهداف الأصغر وتباشر العمل على تحقيقها، ثم تعود مرة أخرى بعد تحقيق الأهداف المطلوبة إلى التركيز على هدف أو هدفين كبيرين في الخطة الخمسية التالية.. وهكذا.
مع التأكد على أهمية تحقيق التوازن عند أخذ الأهداف جميعها بحيث لا يتضخم جانب على الآخر إلا في سياق مقصود. فمثلاً قد تعمل خلال خمس سنوات على التركيز على طلب العلم وتحصيله والبروز فيه وفي خطة تالية تركز على تحقيق التميز المهني في تخصصك. وهناك أهداف في خطتك مدى الحياة وفي خطتك الخمسية تتعلق بعلاقتك مع ربك، ومستوى إيمانك يجب أن تحافظ على العمل عليها والتركيز في تحقيقها مهما تغيرت اهتماماتك المهنية أو الاجتماعية، ذلك أن الزمن لا يغير من هذه الأهداف، بل يجب أن يزيد من قناعتنا بها ويجعلنا دوماً على صلة وثيقة بها. أي أن الأهداف التي لها صلة بالعبودية يجب أن يكون لها الأولوية والديمومة، أما الأهداف المتعلقة بعمارة الأرض فإنها متغيرة وتخضع للاعتبارات الشخصية في ضوء معطيات الزمان والمكان والظروف الاجتماعية.
وأريد هنا أن أؤكد على أن الأهداف في هذا المستوى من الخطة لها علاقة مباشرة بالأدوار. ماذا تريد أن تحقق في خلال خمس سنوات في دورك كعابد لله وفي دورك كأب وزوج وموظف وزميل وقريب ومواطن...إلخ؟ إن الأدوار تقدم مفاتيح ملائمة لنوع الأهداف التي نتحدث عنها في هذا المستوى.


من أهدافك الكبرى التي تعتبر الموجهات الرئيسة تأخذ أهدافاً أصغر في كل دور من أدوار حياتك. ومرة أخرى أقول إن الأهداف في هذا المستوى مثلها مثل الأهداف في المستوى الأول متغيرة وقابلة للتعديل والتبديل وللزيادة حسب الظروف الشخصية.
  • خطة سنوية:
وهذه الخطة مبنية على الخطة السابقة حيث تأخذ الأهداف التي وضعتها للسنوات الخمس، وتبدأ في وضعها في برنامج عملي على مستوى السنة. فمثلاً قد يكون أحد أهدافك للسنوات الخمس امتلاك سكن مناسب لك، ولأسرتك فتقوم في السنة الأولى والثانية والثالثة بتوفير المبلغ اللازم. وقد لا تكفي السنوات الثلاث لهذا الأمر فتخطط لتوفير نصف المبلغ ثم تستدين النصف الآخر. وبعد ذلك تقوم في السنة الرابعة والخامسة بشراء الأرض ثم البناء. وقد يكون لديك خطة مختلفة فتقوم بشراء شقة مبنية أو تستعمل أحد برامج التقسيط المريح لتحقيق ذلك.
المهم أن هدفك الكبير في توفير سكن وضعته في برنامج عملي مناسب لقدراتك وقمت بتحديد الخطوات والإجراءات المطلوب تحقيقها في كل سنة من السنوات الخمس حتى تم لك ما تريد. وقد يكون من أهدافك للسنوات الخمس حفظ القرآن الكريم. هذا يعني أن معدل حفظه سيكون ستة أجزاء لكل سنة.. وهكذا في كل هدف كبير يتم توزيعه وتحديد خطواته بطريقة متتابعة حتى يتم تحقيقه بالكامل.
ماذا فعلنا في الخطة السنوية؟ فعلنا التالي:
1- بدأنا نفكر في برنامج عملي لتحقيق أهدافنا الكبيرة.
2- بدأنا نفكك أهدافنا الكبيرة إلى أهداف أصغر، الأخيرة تقود إلى الأولى.
3- بدأنا نفكر بالزمن وعلاقته بالخطة.
4- بدأنا نفكر بالخطوات العملية والإجراءات التي تقود إلى أهدافنا.
5- بدأنا نهتم بتحديد مواعيد وتواريخ للإنجاز.
6- أصبح لدينا إحساس بأن العمل للأهداف ليس أمراً نظرياً بل قضية مرتبطة بالواقع والإمكانات والقدرات والاهتمامات والقدرة على الصبر والتحمل والمتابعة.


7- بدأنا نسأل ثم نحاول الإجابة على الأسئلة الملحة التي تطرح نفسها علينا:من؟ من يساعدني على تحقيق أهدافي؟ من أحتاج رأيه ونصيحته؟ كيف ؟ كيف أصل إلى أهدافي؟ كيف أتخطى العقبات والعوائق؟ كيف أباشر الخطوة التالية؟ كيف أغير الخطوات وأحافظ على الهدف؟...إلخ من الأسئلة الأخرى مثل: أين، متى، لماذا. وحين ذاك نبدأ في تحويل أهدافنا السنوية إلى أجزاء أصغر.
  • الخطة الشهرية:
بعدما بدأنا في وضع خطتنا على مستوى سنوي نحتاج مباشرة إلى النزول إلى المستوى الشهري، وذلك بوضع الخطوات الإجرائية المطلوبة لتحقيق الهدف السنوي. في مثالنا السابق حددت خمس سنوات لتملك مسكناً ثم في السنة الأولى حددت توفير مبلغ مالي. الآن هذا المبلغ المالي يتم توفيره على مستوى شهري، ولأنك حددت ثلاث سنوات لتوفير المبلغ المطلوب فهذا يعني أن ثلث المبلغ ستوفره سنوياً، والخطة الشهرية تساعدك على توزيع هذا الثلث على اثني عشر شهراً.
معنى ذلك أنك وزعت الهدف المطلوب تحقيقه خلال سنة على اثني عشر شهراً. وكذلك في هدف حفظ القرآن تحتاج خمس سنوات لهذا الهدف العظيم، أي ستة أجزاء في السنة، أي نصف جزء في الشهر وهكذا.


الخطة الشهرية هي تفكيك للأهداف السنوية والتي بدورها تفكيك لأهداف أكبر. والجانب القوي في الأهداف الشهرية أنها أقرب إلى الخطوات المرحلية أو الإجرائية التي تحقق أهدافنا الكبيرة. ومن السمات المطلوبة في الأهداف في الخطة الشهرية أن تكون هذه الأهداف محددة وواضحة وقابلة للإنجاز ولها تاريخ إنجاز محدد، الأمر الذي يدخلنا في مستوى أصغر من التخطيط وهو المستوى الأسبوعي.
  • الخطة الأسبوعية:
وهذه الخطة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسابقتها ولا يمكن فصلها بحال من الأحوال، وهي بمنزلة التفصيل للخطة الشهرية وغوص في مستوى الآليات والإجراءات والخطوات التي تقود لتحقيق الأهداف الشهرية. ونحن في مستوى الأمور التي تفعل في أيام الأسبوع. والتحرك على هذا المستوى يتوافق مع نوع الهدف وطبيعته. فقد تجد نفسك على مستوى الأسبوع في بعض الأهداف دون مهام أو خطوات معينة مثل توفير سكن، فالخطوة المطلوبة لهذا الهدف في هذه المرحلة شهرية، توفير المبلغ المحدد شهرياً. وفي بعض الأهداف تجد الكثير من العمل والمهام. فمثلاً عند أخذ هدف حفظ القرآن بالاعتبار فستجد بالتأكيد على مستوى الأسبوع أنك أمام مهمة حفظ ثمن جزء من آيات القرآن الكريم.
ويمكن تخطيط الأسبوع بطريقتين.
الطريقة الأولى أن تجدول الأعمال لشهر كامل وتوضح ما يجب أن تقوم به في كل أسبوع من أسابيع الشهر.
والطريقة الثانية أن تأخذ في بداية كل أسبوع مجموعة من أهدافك الشهرية وتضع لها الخطوات والآليات التي يمكن بواسطتها تحقيقها.


وهذا الفعل بالتأكيد سيقودنا إلى المستوى الأخير من التخطيط.
  • الخطة اليومية:
وهي امتداد طبيعي للخطة الأسبوعية، فما تريد أن تحققه في أسبوع لابد أن توجد له وقتاً محدداً للإنجاز على مستوى يومي. ويومك هو لحظتك الحاضرة وهي أهم لحظة في عمرك على الإطلاق وهي ميدان الفعل وساحة العمل. ومهما تكن خططك مرتبة ومنظمة ودقيقة وعظيمة فإن أهم ما فيها يومك.
ماذا أنت فاعل في هذا اليوم؟يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله «إياك والتسويف فأنت بيومك، ولست بغدك، فإن يكن غداً لك فكن في غد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم».
ويقول الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه علوم الدين «الساعات ثلاث: ساعة لا تَعَبَ فيها على العبد (يقصد الساعة التي انتهت)، كيفما أنقضت: في مشقة أو رفاهية، وساعة مستقبلة لم تأت بعد لا يدري العبد أيعيش فيها أم لا؟ ولا يدري ما يقضي الله فيها، وساعة راهنة ينبغي أن يجاهد فيها نفسه ويراقب فيها ربه. فإن لم تأت الساعة الثانية لم يتحسر على فوات هذه الساعة، وإن أتته الساعة الثانية استوفى حقه منها كما استوفى من الأولى، ولا يطول أمله، فيطول عليه العزم على المراقبة فيها، بل يكون ابن وقته، كأنه في آخر أنفاسه وهو لا يدري..»
ومختصر القول في هذه العبارات أن أهم لحظة في عمر الإنسان هي اللحظة الراهنة وعليها مناط الحديث وتمثل جوهر التحدي في العمل من أجل الأهداف، وإذا لم يباشر الإنسان الفعل في إنجاز خطوات محددة تقود إلى أهدافه المرسومة فلن يكون لديه فرصة أخرى وإذا توفرت الفرصة الأخرى فستكون متأخرة.


كيف تخطط اليوم؟
استعن بالله وواجه اليوم بحماس وتفاؤل وانظر إلى مجمل خطتك الأسبوعية فقد يكون لديك مهام محددة في تواريخ معينة تابعها بدقة. وقد تختار طريقة أخرى وهي النظر إلى أهداف الأسبوع ثم الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وكتابة المهام والخطوات والإجراءات المطلوب عملها في كل صباح ( أو في نهاية يوم أمس).
اكتب في البداية كل ما يخطر ببالك كالزيارات، والمكالمات التلفونية، ومواعيد الرد على الخطابات، ومواعيد القراءة والكتابة وغير ذلك من الخطوات التي تقود إلى الأهداف الأسبوعية التي سبق تحديدها.
وعند كتابة قائمة من عشرة بنود مثلاً انظر فيها مرة أخرى. وحاول أن تختار أهمها، أي الأولويات المهمة من القائمة، ثم ضع أمام هذه الأولويات إشارة معينة مثل نجمة أو كلمة «مهم». ثم انظر مرة ثالثة وأعط الأمور المهمة أرقاماً متسلسة حسب الأهمية.
وبعد ذلك توكل على الله وابدأ بأولوياتك من القائمة حسب الترتيب وحسب قدرتك على التنفيذ والإنجاز. وتذكر أذا أنجزت بندين أو ثلاثة بنود مهمة من قائمة من عشرة بنود فإنك بذلك تحقق إنجازاً عظيماً.

لماذا؟ لأن درجة إنجازك قد تصل إلى 80%.قاعدة 80/20عندما تبدأ بوضع أهدافك على مستوى شهري أو أسبوعي أو يومي فلن تواجه في الواقع مشكلة في تدوين كثير منها وذلك أن الإنسان يميل للمبالغة في وضع الأهداف وقد يضع أحياناً أهدافا أكثر من طاقته والعمل لها يحتاج وقتاً طويلاً. ولذلك لابد من وضع أولويات لهذا العدد الكبير من الأهداف حسب درجة أهميتها.
وتقدم لنا قاعدة 80/20 أو ما يسمى مبدأ باريتو تفسيرا شائقاً لأهمية الأولويات وكيفية توفيرها للفاعلية المطلوبة. وهذا المبدأ نسبة إلى العالم الإيطالي باريتو الذي عاش في القرن التاسع عشر الميلادي. وينص هذا المبدأ على أن 80% من قيمة مجموعة من العناصر (الأهداف والمهام والأنشطة) تتركز في 20% منها فقط. ويعتبر هذا المفهوم على الرغم من بساطته على درجة كبيرة من التشويق والأهمية لأن كثيراً من الأمثلة من واقع الحياة تؤيد هذه القاعدة. فعلى سبيل المثال، نجد أن 80% من المكالمات الهاتفية تأتي من 20% من الأشخاص المتصلين، وكذلك 80% من الطلبات في المطعم تأتي من 20% من الوجبات الموجودة في قائمة الطعام و80% من مشاهدات التلفزيون تتركز في 20% من البرامج و80% من المشتريات من 20% من الزبائن...إلخ.وعلى أية حال، فإن استخدامنا لقاعدة 80/20 ينطبق على الأهداف. وببساطة، فإن هذا يعني أنك يمكن أن تكون فعالاً بنسبة 80% إذا أنجزت 20% من الأهداف التي ترسمها لنفسك.
فلو كانت لديك قائمة يومية بعشرة أهداف، فإن هذا يعني أن من الممكن أن تكون فعالاً بنسبة 80% إذا أنجزت أهم هدفين منها فقط. إن الفكرة الرئيسة هنا، أن الشخص يكون فعالاً وذا كفاءة عالية إذا ركز على الأهداف الأكثر أهمية أولاً.

لقد تكونت لديك فكرة الآن عن الطريقة التي يمكن اتباعها عند التخطيط، حيث شرحنا بطريقة مبسطة المستويات المتعددة للتخطيط على المستوى العام (خطة للحياة) ثم تدرجنا لتنزيل هذه الخطة العامة على مستويات متعددة. خطة ثلاثية، خطة شهرية، ثم أسبوعية ويومية. وقد يبدو الأمر معقداً للوهلة الأولى ولكنه في واقع الأمر بسيط للغاية وكل ما يحتاجه شيء من المراس والتجربة والمحاولة والخطأ ثم التعود على هذه العادة الثمينة، عادة التخطيط.


وإذا وجدت في البداية بعض الصعوبة في التخطيط على المستويات المذكورة فأنصحك بالقيام بتمرين بسيط وهو أن تأخذ أربعة أهداف رئيسة فقط وتجرب تحقيقها في خلال شهر كالآتي:
مخطط الأهداف الشخصية المختارة خلال شهر:
* الهدف الأول: .................
الخطوة الأولى ........... الموعد النهائي ..........
الخطوة الثانية ........... الموعد النهائي ..........
الخطوة الثالثة............ الموعد النهائي ..........
الخطوة الرابعة .......... الموعد النهائي ..........
الهدف ا لثاني :...........
الخطوة الأولى ........... الموعد النهائي ..........
الخطوة الثانية ........... الموعد النهائي ..........
الخطوة الثالثة............ الموعد النهائي ..........
الخطوة الرابعة .......... الموعد النهائي ..........

وهكذا بالنسبة للهدف الثالث والرابع مع الأخذ بعين الاعتبار أن الخطوات في كل هدف قد تكون متغيرة وتحتاج لأكثر من أربع خطوات، ولكن حاول أن تحدد الخطوات الأربع الرئيسة، ثم حدد الموعد النهائي المطلوب لإنجاز كل خطوة. ابدأ محاولات التخطيط بهذا التمرين ثم تأمل النتائج.
مؤشرات مهمة لبناء عادة التخطيط:
هناك بعض المؤشرات المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تعلم التخطيط والمران عليه ومن أهم هذه المؤشرات التالي:

1- تجنب غلبة الإفراط أو التفريط في التخطيط. الإفراط في التخطيط هو المبالغة، فقد يقود الحماس أحياناً وخصوصاً في بداية بناء هذه العادة إلى رغبة الإنسان في تحقيق الكثير من الأهداف مرة واحدة وفي وقت قصير. وقد يؤدي ذلك إلى التخبط والفشل وربما ترك التخطيط جملة وتفصيلا وتكوين مشاعر سلبية تجاهه. أما التفريط في التخطيط فهو اختيار أهداف قليلة جداً، أقل من اللازم، ووضعها في برنامج عمل طويل المدى بحيث يصبح تحقيقها أمراً لا قيمة له من ناحية الوقت المصروف والجهد المبذول. بل عليك بتحقيق التوازن في هذه المعادلة، وهو أن تأخذ أهدافاً قليلة وتضعها في برنامج عمل ملائم. وهذا أمر على غاية كبيرة من الأهمية ولا يفيد فيه أطنان من المعرفة النظرية فلا أحد يمكن أن يحدد لك هذا التوازن. الشخص الذي يستطيع ذلك هو أنت وتتعلم ذلك بالخبرة والمران والمحاولة والخطأ. ولا تستغرب أن يأخذ هذا الأمر منك الكثير من الوقت والجهد ففي سعيك لبناء عادة التخطيط تتعرف رويداً رويداً على شخصيتك: نواحي القوة ونواحي الضعف ويقودك ذلك مع الزمن إلى اختيار الأهداف المعقولة واختيار الخطوات العملية الملائمة. وتذكر أن التوازن له جانبان الكم والنوع، الكم عدد الأهداف المطلوب تحقيقها، والنوع أهمية تغطيتها لكافة أدوارك في الحياة. لقد أخذت مني هذه المرحلة: تحقيق التوازن في بناء أهدافي عدة سنوات وقد تأخذ منك، إن شاء الله، وقتاً أقصر.

2- تذكر ما قلناه في العادة الثانية: أن الهدف يجب أن يكون واضحاً ومحدداً وعملياً يمكن قياسه وله تاريخ لإنجازه. ذلك أن الفشل في التفكير بهذه الطريقة يقود للتعامل مع أهداف لا يمكن تحقيقها في أرض الواقع. هذا لا يعني بالطبع أن كل الأهداف لابد أن تتصف بهذه الصفات فنحن نعرف أن هناك بعضاً من أهدافنا في الحياة عامة وغير واضحة وقد يشوبها الغموض في بعض الأحايين ولكن التحدي المستمر الذي يواجهنا هو كيف نعمل من أجل توضيح وتحديد بعض أهدافنا العامة الكبيرة وكيف نوجد لها الخطوات والإجراءات الملائمة.

3- تذكر أن التخطيط طويل المدى (التخطيط للحياة على مستوى عام وكل عدة سنوات والخطة السنوية) فيه بعض الصعوبة لأنك تمارس نوعاً من التخيل والتجريد وتتعامل مع أفكار التفكير فيها وكتابتها سهل، ولكن تحقيقها في أرض الواقع قد يواجهه الكثير من العقبات والإخفاقات. والفترة بين تحديد الهدف وتحقيقه قد تمتد لفترات طويلة لم تكن في الحسبان وقد يشوبها مشاعر مختلطة من الحماس والفتور، ووضوح الرؤية وغبشها، والإنجاز والفشل، والروح المعنوية العالية ومشاعر الإحباط واليأس... إلخ، لا تتنازل عن أهدافك المهمة مهما كانت الظروف ومهما كانت درجة الرؤية، ولكن يمكنك التغيير في الطرق والأساليب وترك أسلوب إلى آخر، وتجاوز إجراء إلى غيره. المهم ألا تأسرك الطرق والإجراءات عن التفكير في هدفك النهائي، فالوسائل متغيرة ولكن الأهداف المهمة يجب ألا تتغير.

4- تذكر أن هناك أهدافاً تحددها في بعض أوقاتك أو ظروفك أو فترات عمرك تكتشف مع الزمن أنها أهداف غير مهمة وغير ضرورية. إذا وصلت إلى هذه القناعة يوماً من الأيام فلا تتردد في التضحية بهذه الأهداف، وكن مرناً في هذه المسألة فالعمر والتجارب المتزايدة والخبرات المكتسبة لها أثرها العميق في تغيير أهدافنا وتجديدها. حافظ دائماً على ربط أهدافك برسالتك في الحياة فعند ما يكون الربط قوياً يقل تسلل الأهداف غير الضرورية وغير المهمة إلى حياتنا.

5- تذكر دائما أن تحقيق أهدافك الشخصية في الحياة مرتبط بالناس الذين تعيش معهم في محيط الأسرة والقرابة والزمالة والمجتمع بصفة عامة، لذلك لابد أن تستفيد من إمكانات الآخرين ويكون لديك الاتجاهات والمواقف النفسية اللازمة للتعامل البناء مع الآخرين وطلب مساعدتهم وتقديم العون لهم بقدر المستطاع وعدم فصل أهدافك الشخصية عن مصلحة الجميع، بل العمل في سياقات اجتماعية وعملية يسودها التعاون والوفاق وتحقيق المصالح والمكاسب لك وللآخرين.

6- تذكر أن الأخطاء التي ترتكبها في مسارك لتحقيق أهدافك أمر طبيعي لذلك لا تخف من ارتكاب الأخطاء، ولكن حاول بقدر المستطاع أن تقلل منها وتخفف آثارها على حياتك وعلى الآخرين. الذي لا يخطئ هو الإنسان الذي لا يباشر الفعل ولا يبادر بالعمل. والحساسية المفرطة تجاه الأخطاء مرض عضال يشل الفاعلية ويفرغ حياة الإنسان من روح المخاطرة والإقدام.

7- تذكر بأن تحديدك لأهدافك يعني، إن شاء الله، نصف الطريق إلى تحقيقها، الإنسان الذي يعرف ما يريد تراه يبحث عن كل الطرق والوسائل للوصول، أما الشخص الذي لا يعرف ما يريد فلو قدم له الناس كل أنواع المساعدة فقد لا تفيده على الإطلاق. ستعجب وأنت تسير حثيثاً لتحقيق أهدافك كيف يساعدك الآخرون وكيف تشعر بأن الظروف تخدمك بشكل غريب، حتى إنك تظن أن هناك مؤامرة قد حيكت لمساعدتك. وقد تصبح واحداً من أصحاب الحظوظ العظيمة. نعم واحداً من أصحاب الحظوظ العظيمة. كيف؟ لأن الحظ كما يقول الحكماء هو فرصة جاءت في الوقت المناسب. كم من الفرص تمر علينا ولكن لا نستفيد منها؟ لأننا لسنا مستعدين أو مهيئين لها. وكما يقول أحد الحماء إنني مؤمن أشد الإيمان بالحظ ولكنني أدرك أنه لا يأتي بدون عمل.

8- تذكر وأنت تعمل لأهدافك مؤشراً مهماً في تقدمك نحو الإنجاز. وهذا المؤشر بسيط للغاية وهو الإجابة على السؤال التالي: هل فعلت شيئاً اليوم أو خطوة خطوة أو قمت بإجراء ما يسير بي في اتجاه تحقيق أهدافي أو يقربني إليها؟

9- تذكر ما أوردناه عن الأولويات وعلاقتها بمبدأ باريتو. ركز على أهم 20% من أهدافك فستجد أن فيها 80% من إنجاز. وإذا استطعت أن تتحدى باريتو ومبدأه فافعل فقد تكون فاعلاً ومنتجاً ومنظماً بحيث تتمكن من تحقيق 30% أو 40% من أهدافك.

10- وأخيراً عليك بالتحلي بخلق القرآن الكريم، عليك بالصبر والكفاح وتذكر هذه الآية الكريمة {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} لتكن هذه الآية العظيمة شعاراً لك في سعيك نحو تحقيق أهدافك في الدنيا والآخرة.
المصدر: د. إبراهيم القعيد , العادات العشر للشخصية الناجحة كيف تخطط لحياتك

أهم المشاركات