شهد عالمنا المعاصر تطورا نوعيا وكميا غير مسبوق في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات واستخداماتها في ميادين التعليم والتدريب والتثقيف . وانعكست مظاهر هذا التطور من خلال استخدام الشبكة العالمية العنكبوتية للمعلومات world wide web أو ما تعرف بشبكة الإنترنت التي ساعدت على تيسير أساليب التعلم والتدريب الإلكتروني التي تسعى لتحقيق أرقى مستويات التعليم والتدريب من دون تقيد بحدود المكان والزمان .
لقد أحدثت التطورات التي شهدتها مجالات تقنية المعلوماتية والاتصالات نقلة نوعية أو ما يعرف بالتحولات العالمية التي أثرت في جميع العمليات التعليمية وبخاصة ما يتعلق بطرائق التدريس وأساليب التدريب .
حيث أدت هذه التحولات إلى ظهور آليات حديثة في طرق اكتساب المعارف والمهارات وفي وسائل ونقلها واستراتيجيات توليدها. وأصبح من السهولة بمكان توظيف تقنية الاتصالات والمعلومات وتطويعها للحد من هوة الفوارق الاجتماعية والثقافية , وتخطي قيود الزمان والمكان وندرة الموارد البشرية .
ووفقاً لهذه التحولات المعاصرة، فقد تعددت أساليب التعلم والتدريب الإلكتروني، وتزايدت الحاجة إلى ضرورة رسم الرؤى المستقبلية لفلسفة التدريب الإلكتروني، المرتبط بتوظيف تقنية المعلومات والاتصالات واستخداماتها في جميع مجالات منظومة التدريب.
فعملية التدريب الإلكتروني يمكن تعريفها بأنها العملية التي يتم فيها تهيئة بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات المعتمدة على تقنية الحاسب الآلي وشبكاته ووسائطه المتعددة، التي تُمكن المتدرب من بلوغ أهداف العملية.
التدريبية من خلال تفاعله مع مصادرها، وذلك في أقصر وقت ممكن، وبأقل جهد مبذول، وبأعلى مستويات الجودة من دون تقيد بحدود المكان والزمان.
وللتحول من التدريب التقليدي إلى التدريب الإلكتروني، ينبغي مراعاة ما يلي:
1 - التخطيط لنظام التدريب :
إن عملية التخطيط لنظام التدريب هي مسؤولية العديد من الجهات المستفيدة منه في المقام الأول، وييسر تلك العملية وجود المتخصصين في التدريب، وأساتذة الجامعات والكليات، وخبراء التقنية. حيث لم يعد التخطيط للتدريب يتم بمعزل عن الكثير من الجهات. كما أن التخطيط له لم يعد يتم بمعزل عن توجهات الدولة وخططها التنموية المختلفة، لاسيما أن أنظمة التدريب المستقبلية أنظمة مفتوحة يساهم فيها المجتمع المحلى. ويدخل ضمن التخطيط لمنظومة التدريب أيضاً تقدير الحاجة إلى التدريب الإلكتروني، وتحديد الأهداف العامة والخاصة له.
ويمكن أن يحقق التدريب الإلكتروني الأهداف التالية:
معرفة معنى أو مفهوم التدريب الإلكتروني.
مساعدة المتدربين على استخدام تقنية المعلومات والاتصالات والشبكات المتاحة للتعلم الإلكتروني لدراسة البرامج والمناهج والمقررات التدريبية ومراجعتها.
تصميم برامج التدريب ومناهجه ومقرراته بطريقة رقمية.
إعداد المتدربين للحياة في عصر الثقافة المعلوماتية.
التغلب على مشكلات أساليب التدريب التقليدية.
معرفة الأسس والمعايير التي يمكن من خلالها إجراء التعديلات لتطوير منظومة التدريب.
2 - تنفيذ التدريب:
ويقصد به الكيفية التي يتم من خلالها ترجمة السياسات والاستراتيجيات والإجراءات التي تم وصفها في مرحلة التخطيط لتحقيق الأهداف الموضوعة للتدريب.
ويرتبط بتنفيذ التدريب تكوين فريق التدريب الإلكتروني، الذي يتكون من:
بعض مديري إدارات التدريب.
مصممي البرامج التدريبية.
مجموعة من الفنيين في مجالات: تقنية المعلومات، والبرمجة، والشبكات، وأمن المعلومات الذين تتكامل جهودهم مع الفنيين الأكاديميين والتربويين.
ويتم تنفيذ التدريب الإلكتروني في بيئة افتراضية، تتيح نوعاً من المرونة والحرية في اختيار مكان التدريب وزمانه. ويتطلب ذلك التنفيذ تجهيز مواقع التدريب بمتطلبات منظومة التدريب الإلكتروني ووسائطها التي تشمل: الإنترنت، والوسائط المتعددة، والفصول الذكية، وبرامج التدريب الإلكتروني المناسبة.
كما يتم ضمن تنفيذ التدريب الإلكتروني اختيار رئيس لفريق التدريب لديه القدرة والكفاءة لإدارة مثل هذا النظام، وتكون لديه القدرة على إعداد الرؤية العامة للتدريب في ضوء رسالة التدريب وفقا لأهدافه.
ويتضمن التنفيذ اختيار البرامج المرتبطة بالتدريب الإلكتروني أو إعدادها، وتطبيق تقنيات التعلم والتدريب، واستخدام الأجهزة والبرمجيات المتعلقة بذلك، بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الآخرين في التدريب الإلكتروني، وممارسة كافة الأنشطة التدريبية الإثرائية ومنها حضور المؤتمرات التي تهتم بالتدريب الإلكتروني.
كما يتضمن التنفيذ أيضاً تحديد احتياجات المتدربين وتقديرها للعمل على إشباعها، والدعم الفني مثل الاتصالات وتصميم وإعداد البرامج التدريبية للوفاء بالاحتياجات المرجوة من التدريب.
3 - تقويم التدريب الإلكتروني :
تستند عملية تقويم التدريب على عدد من الأسس والمعايير والمؤشرات التي يمكن من خلالها إجراء التعديلات لتطوير نظام التدريب، ورسم استراتيجياته المستقبلية، ومن هذه الأسس والمعايير ما يلي:
تحديد أهداف التدريب القريبة والبعيدة ووضوحها.
شمول عملية التقويم واستمراريتها.
ترابط عناصر منظومة التدريب واتساقها.
تكامل جهود التدريب السابقة واللاحقة وجودتها.
إن التدريب الإلكتروني من أساليب التدريب في إيصال المعلومة إلى المتدرب ويتم فيه استخدام أدوات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكة ووسائط متعددة من صوت وصورة ورسومات وآليات بحث ومكتبات إلكترونية وبوابات الإنترنت.
ويجمع العلماء المختصون على أن ثورة المعلومات تعد أهم إنجاز تكنولوجي تحقق. فقد استطاع الإنسان أن يلغي المسافات ويختصر الزمن ويجعل العالم أشبه ما يكون بشاشة إلكترونية في عصر الامتزاج بين تكنولوجيا الإعلام والمعلومات والثقافة والتكنولوجيا. وقد أصبح الاتصال وتبادل الأخبار والمعلومات عبر شبكات الحواسيب حقائق ملموسة وهذه الحقائق دفعت بالإنسان عموماً والمتدرب خاصة إلى الوصول بسرعة كبيرة إلى مراكز العلم والمعرفة والمكتبات والاطلاع على الجديد لحظة بلحظة.
ويأتي التدريب عن بعد بديلاً مطوراً عن التدريب التقليدي ويعتبر التدريب عن بعد هو تعليم جماهيري يقوم على فلسفة تؤكد حق الأفراد في الوصول إلى الفرص التدريبية المتاحة بمعنى أنه تعليم مفتوح لجميع الفئات، لا يتقيد بوقت أو فئة من المتدربين ولايقتصر على مستوى أو نوع معين من التدريب فهو يتواءم وحاجات الأفراد في مجتمعاتهم ويرقى بطموحاتهم ويطور مهنهم.
عناصر التدريب عن بعد
• المتدرب
• مهارات مركز التدريب
• الإدارة للتنسيق
• المختصون المساعدون
وسائل التدريب عن بعد
• المادة التعليمية للمتدرب (مسموع – مرئي – الأقراص المضغوطة)
• البث الفضائي
• شبكة إنترنت
التدريب المستعين بالحاسوب (FAO)
ويقوم البرنامج على دليل TRAINPOST الجديد في شكل تتابعات من التدريب المستعين بالحاسوب على قرص (CD-ROM). وهو يشتمل على التدريب الفردي عن بعـد. فالمتوقع فيه التفاعل مع المعلم الإلكتروني والمشاركة في ورشة جماعية.
وسائل التدريب عن بُعد
1-الشفافية:
تتميز بتقديم المعلومات بشكل نظامي وتسلسل تطويري، ويمكن تحضيرها بطرق متنوعة وبسيطة.
2-أشرطة الفيديو:
تتميز بسهولة التعامل معها فهي رخيصة الثمن ويمكن استخدامها أكثر من مرة وتفيد الدراسة الفردية وللمجموعات، ويمكن تدعيمها بتسجيلات.
3-الأقمار الصناعية:
تستخدم هذه البرامج لخفض نفقات التعليم وتسهيل وصول المادة إلى المتدربين مع المحافظة على الجودة والنوعية، ويتم إيصال المادة العلمية إلى جميع المراكز بعد تزويدها بأجهزة استقبال وبث خاصة، وتستخدم كذلك لتعزيز عملية التعليم وجعلها تفاعلية ليتحاور المتدربون فيما بينهم، وتساعد الأقمار الصناعية على تبادل الندوات والأفلام والمحاضرات والمناقشات والتعليم الجماعي والفردي بواسطة الاتصال التبادلي المرئي والمسموع.
4- الأقراص المدمجة:
تتميز بقدرتها على تخزين كميات واسعة من النصوص والمعلومات واحتوائها على الصوت والحركة، وتبقى صالحة للاستعمال مدة طويلة وهي سهلة الاستعمال غير أن إعدادها يستغرق وقتاً وجهداً ومالاً.
5-الحقيبة التعليمية:
هي مؤسسة تعليمية مصغرة تصاحب المتدرب أينما ذهب، وتتميز باشتراك أكبر عدد من الحواس والمثيرات وتتميز بمراعاتها الاختلافات (الفوارق) الفردية بين المتدربين وتقدم فيها المادة العلمية على شكل مستويات متعددة ومتدرجة ضمن فعاليات مختلفة كالقراءة والمشاهدة والاستماع والتجارب.
6-الإذاعة و الأشرطة السمعية:
يمكن استخدام الإذاعة، لإرسال التسجيلات الإذاعية إلى المتدرب حتى يستغني عن البث الإذاعي المباشر، وتتميز هذه الوسيلة بأنها تجعل المتدرب بعيداً عن الشعور بالعزلة عن المدرب لأن الاتصال أكثر مباشرة فالأشرطة السمعية تتميز بسهولة الإعداد والتشغيل وقلة الكلفة وتقديم التطبيقات في معظم الموضوعات.
7-الإنترنت:
"الشبكة العنكبوتية" مصدر كثير من المعلومات. يستطيع أي شخص أن يلتحق بإحدى الجامعات أو الدورات التدريبية أو أن يتعلم بعض اللغات عن طريق الإنترنت ويمنح شهادات معترف بها.
8-المؤتمرات الشبكية:
هي اتصال بالصوت والصورة واجتماع بين شخصين في مواقع مختلفة عن بُعد. أو نظام – Audio Conference - وهو اتصال صوتي حي بين عدة أشخاص عن بُعد, باستخدام جهاز هاتف بسيط أو جهاز اوديوكونفرنس معقد، أو نظام –Data Conference- الذي يعطي بعداً ثالثاً للمؤتمرات الإلكترونية وفيه يتم تبادل الملفات أو التطبيقات سواء تم ذلك وحده أو بالإضافة إلى الاتصال الصوتي أو بالصورة المتحركة أو الثابتة. وتساعد شبكات مؤتمرات الفيديو في تكثيف العمل الجماعي بين مختلف الأفراد في جميع أنحاء العالم في أوقات قياسية بغض النظر عن المسافة التي تحول بينهم، وتخفف من الإنفاق في استضافة الوفود والانتقالات والتدريب، ويمكن استخدامها للتدريب عن بُعد، فهي تعتبر طرقاً فعّالة للتدريب الجيد المحدد التكاليف دون الحاجة إلى السفر إلى أماكن التدريب المركزية.
المصدر: إدارة نت .