السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ........ أهلا ومرحبا بكم في ساحة التنمية البشرية والتطوير الإداري

الخميس، 28 أبريل 2011

تنفيذ برنامج التدريب .

يلي مرحلة التصميم لبرنامج التدريب مرحلة أخرى هي: تنفيذ البرنامج، وسواء كان هذا البرنامج داخل الشركة أو خارجها، فعلى مدير وأخصائي التدريب الإشراف على التنفيذ، والتأكد من أن التصميم الذي وضع قد أمكن تنفيذه).
د.أحمد ماهر
فمرحلة التنفيذ هي التي تغطي الجوانب التنفيذية التي يهتم المخطط التدريبي بالإعداد لها والتي من أهمها: توقيت البرنامج، تنسيق التتابع الزمني للموضوعات التدريبية المختلفة، تجهيز المطبوعات، الاتصال بكل من المدربين والمتدربين، لهذا سوف نتعرف عزيزي القارئ في هذا المقال على العناصر التالية:
1.   أهمية مراعاة مبادئ التعلم عند تخطيط البرنامج التدريبي.
2.   تحديد الوقت المناسب لتنفيذ البرنامج التدريبي.
3.   تحديد مكان تنفيذ البرنامج التدريبي.
4.   المتابعة اليومية للبرنامج.
أولًا ـ أهمية مراعاة مبادئ التعلم عند تخطيط البرنامج التدريبي:
لتحقيق فعالية البرنامج التدريبي يجب مراعاة تطيبق مبادئ التعلم عند تخطيط البرنامج، باعتبار أن التدريب هو في أساسه محاولة لإمداد المتدربين بمعلومات ومهارات وخبرات جديدة نافعة لهم، أو محاولة للتأثير في اتجاهاتهم عن طريق تعليمهم قيم ومبادئ جديدة، ومن مبادئ التعلم التي يجب مراعاتها عند تخطيط البرنامج التدريبي، المبادئ الهامة التالية:
1. الحاجة: ونعني بذلك وجود حاجة لدى المتدرب تدفعه إلى حضور البرنامج التدريبي لاكتساب خبرات جديدة نافعة، فوجود الحاجة أو الدافع أمر لازم وضروري حتى يتم التعلم، ويؤكد ذلك أهمية استثارة دوافع المتدربين عن طريق ربط التدريب بتحقيق أهداف ينشدها المتدرب، وحاجات يسعى لإشباعها، مثال ذلك حاجات تحقيق الذات والاعتبار والتقدير والإنجاز وغيرها.
2. المشاركة: فمشاركة المتدربين تُسهِم في دعم العملية التدريبية بجعلهم يتعلمون بدرجة أسرع، ويحتفظون بما تعلموه لفترة أطول.
3. الممارسة: فهي تُسهِم في طبع الأفكار والمعلومات الأساسية في أذهان المتدربين، وتزيد من فرصة حدوث الاستجابات الصحيحة لديهم.
4. ارتباط المادة التدريبية بعمل المتدرب: وبذلك يكون للتدريب معنى وهدف للمتدرب، ويُحفِّزه على متابعة الاجراءات والأسس الصحيحة للأداء.
5. مراعاة الفروق الفردية: فأسلوب التدريب الأفضل هو ذلك الأسلوب الذي يتفق مع قدرات المتدربين، ويتلاءم مع الفروق الفردية بينهم في القدرات والاستعدادات ومستوى الذكاء وغيرها من أوجه الفروق الفردية.
6. التحويل: فالمتدرب لابد أن يُحوِّل أو ينقل بسرعة ما تعلمه خلال البرنامج التدريبي إلى الواقع العملي إذا كان التدريب يتم على حالات ومواقف مماثلة لمواقف وظروف العمل الحقيقية، وهو ما يُعرف بانتقال أثر التدريب.
7. المعلومات المرتدَّة: حيث يتم تزويد المتدربين بمعلومات دقيقة عن مدى تقدمهم، الأمر الذي قد يدفعهم إلى توفيق وتكييف سلوكهم في البرنامج التدريبي؛ لتحقيق أقصى قدر من التعلم بأسرع وقت ممكن، وبصفة عامة فإن تقارير التقدم التي توضح مدى تقدم المتدرب، تسهم في سرعة وفعالية التعلم.
8. التعزيز: ويعني ذلك تعزيز أثر الجهود التدريبية عن طريق مدخل الإثابة لمن حضروا برامج تدريبية، مثال ذلك إعطاؤهم منحًا مالية أو منحهم أولوية عند الترقية أو منحهم شهادات تقدير أو منحًا دراسية أو غير ذلك من صور التدعيم الإيجابي والتشجيع والتحفيز على التدريب.
ثانيًا ـ تحديد الوقت المناسب لتنفيذ البرنامج التدريبي:
يقول الدكتور زكي محمود هاشم: (يجب أن يتوافر وقت كاف لتنفيذ البرنامج التدريبي يتفق مع طبيعة البرامج وعدد الموضوعات التي يشملها ومدى أهميتها، ويتم توزيع الوقت الكلي للبرنامج على موضوعات البرنامج حسب أهمية كل موضع، ومدى تعقده، وأيضًا حسب مستوى المتدربين أنفسهم.
بعد ذلك يتم توزيع الوقت المحدد لكل موضوع من موضوعات البرنامج على الأساليب التدريبية التي سيقدم بها الموضوع، مثال ذلك التوزيع التالي:
الأساليب التدريبية
 الوقت المحدد
محاضرات لتقديم المفاهيم والأسس العلمية في الموضوع
ساعة ونصف
حلقات نقاشية في مجموعات صغيرة من المتدربين
ساعة ونصف
عرض أفلام تدريبية مرتبطة بالموضوع
نصف ساعة
حالات تطبيقية مرتبطة بالموضوع
نصف ساعة
ثالثًا ـ تحديد مكان تنفيذ البرنامج التدريبي:
قد يتم تنفيذ البرنامج التدريبي داخليًا بالمنظمة، وهو ما يُعرف بالتدريب الداخلي وهنا تتولى وحدة التدريب بالمنظمة، أو مركز التدريب التابع للمنظمة، مسؤولية تنفيذ البرنامج التدريبي، وقد يتم تنفيذ البرنامج التدريبي خارجيًا في مراكز تدريب متخصصة، وبصفة عامة فإن اختيار المكان المناسب لتنفيذ البرنامج التدريبي يحكمه عاملان أساسيان وهما:
1. مدى توافر إمكانيات التدريب لدى المنظمة من حيث المدربين، ومعينات ومساعدات التدريب من وسائل الإيضاح التي تساعد المتدربين على استيعاب المعلومات والمعارف المقدمة في البرنامج التدريبي، وكذلك من حيث توافر قاعات مناسبة للتدريب وميزانية كافية للتدريب وغيرها.
2. مدى توافر أجهزة تدريب خارجية، ومدى ما تُوفِّره هذه المراكز المتخصصة من برامج تدريبية تغطي احتياجات المنظمة، ومدى توافر إمكانات وظروف جيدة للتدريب بهذه المراكز من حيث المدربين، وإمكانات ومعينات التدريب وأساليب التدريب المستخدمة، فضلًا عن الإشراف الجيد على البرامج التدريبية.
وينصح الدكتور حامد بدر فيقول: (يُفضِّل أن يتم التدريب الإداري خارج المنظمة حتى لا تُعطل الأعباء الإدارية للمديرين من مواصلة البرنامج التدريبي، وطريقة التدريب المستخدمة تلعب دورًا أساسيًا في تحديد مكان التدريب، حيث أن بعض طرق التدريب مثل لعب الأدوار والمحاكاه تستلزم تجهيزات مكانية معينة قد لا تكون موجودة بالمنظمة، وبالتالي يتم إجراء التدريب في مكان به هذه التجهيزات).
أما عن التدريب داخل حجرة التدريب فيقول الدكتور أحمد ماهر: (يؤثر الترتيب الداخلي لحجرة التدريب على فاعلية هذا التدريب، فالطريقة التي تنتظم بها المقاعد والمنافذ ومكان المُدرِّب لها تأثير على إمكانية  توصيل المعلومات، وإمكانية مشاركة واستجابة الدارسين في المناقشة)، ويوضح الجدول التالي بعض النماذج شائعة الاستخدام في تصميم وترتيب قاعات التدريب.

الدائرة المستديرة يسمح بدرجة عالية من الديموقراطية والمشاركة، كما أن تعبيرات الوجه وحركة الجسم ملحوظة بواسطة جميع الدارسين مما يُمكِّن من تعزيز الآراء والاتصال، لذا قد يكون من المفيد استخدام المائدة المستديرة في أساليب التدريب الخاصة بالمناقشة الجماعية وما يشابهه من أساليب.
نصف دائرة تتميز بوجود قائد واضح يدير حلقة المناقشة على الأخص عند استخدام وسائل مساعدة في التدريب، ويناسب هذا الشكل مع أسلوب العصف الذهني في التدريب.
المائدة المربعة يمكنها أن تفصل بين نوعيات الدارسين، وكل جانب من المائدة يمكن أن يُمثل جماعة تنتمي إلى قسم أو إدارة أو شركة مستقلة، ويُعاب على هذا الشكل أن رؤية وسائل الإيضاح ومساعدات التدريب غير كاملة، كما أن المدرب ليس له مكان محدد، ويناسب هذا الشكل أسلوب المناقشة الجماعية.
المائدة على شكل حرف U فهو يسمح بتقسيم الدارسين إلى ثلاث صفوف أو مجموعات، ويسمح بالمشاركة في الرأي، ويسمح بإضافة نوع من الرسمية في ترتيب الدارسين ويعاب على هذا الشكل أنه لا يُسمح لكل الدارسين أن يروا بعضهم البعض بوضوح، ويمثل الشكل توفيقًا بين شكل الدائرة المستديرة وحرف U معًا، وبالتالي فهو يحاول أن يوفر مزايا الشكلين معًا.
اشتقاقًا من الشكل الدائرة المربعة، نرى أن المائدة المستطيلة يمكنها أن تحد من المشاركة والمناقشة لأن الدارس في أول المائدة لا يستطيع رؤية زميلة في آخر المائدة، إلا أن المائدة المستطيلة تسمح بوجود مدرب، بل في بعض الأحيان تسمح بوجود مُدرب آخر يعقب على رأي المدرب الأول.
يقدم شكلًا وتقليدًا لصفوف الدراسة التقليدية في المدارس والجامعات، ويتيح هذا الشكل سيطرة عالية للمدرب على الدارسين، وإن كان لا يتيح للمدرب إمكانية التعرف على مدى تقدم الدارسين في حل التمارين.

رابعًا ـ المتابعة اليومية للبرنامج:
يحتاج الأمر من إدارة الموارد البشرية، ومدير التدريب، أو أخصائي التدريب أن يقوموا بمتابعة تنفيذ البرنامج خطوة بخطوة، وعلى مدار أيام البرنامج، وتعني المتابعة التأكد المستمر من أن تصميم البرنامج يتم تنفيذه كما هو موضوع، والتحقق من أن كل الأمور تسير في مجرياتها.
وتتضمن الأنشطة الخاصة بمتابعة تنفيذ البرنامج بشكل يومي حل المشاكل الطارئة على تنفيذ البرنامج، مثل تدبير مدرب بصورة سريعة في حالة غياب المدرب، أو تأجيل الجلسة التدريبية وأيضًا علاج مشاكل انقطاع التيار الكهربائي.
وأخيرًا:
نختم بما قالة سام ديب: (إنه لمن المهم أن تهتم إدارة الموارد البشرية في الشركات بتدريب الموظفين)، فما على إدارة الموارد البشرية إلا أن تساعد موظفيها بإعانتهم بالتدريب المستمر حتى يكونوا على درجة عالية من الإنتاجية، وهذا ما يُحقق لتلك المؤسسة النجاح الدائم.
أهم المراجع:
1. مبادئ إدارة الأعمال، أ.د.أحمد بن عبد الرحمن الشميمري وأ.د.عبد الرحمن بن أحمد هيجان ود.بشرى بنت بدير المرسي غنام.
2.   إدارة الموارد البشرية، د.أحمد ماهر.
3.   إدارة الموارد البشرية، د.زكي محمود هاشم.
4.   إدارة الموارد البشرية، د.حامد أحمد رمضان بدر.
5.   الخطوات الذكية للمسئولين، سام ديب، لايل سوسمان. 

المصدر: محمد أحمد العطار

أهم المشاركات