السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ........ أهلا ومرحبا بكم في ساحة التنمية البشرية والتطوير الإداري

الأربعاء، 20 أبريل 2011

حتى تكون منتجا حان الوقت لتصبح أفضل

بذكريات الأمس وانطباعات تولد الأفكار.. عود عقلك الإنتاج

ملايين من الناس ينفقون العمر جامدي الذهن، مع العلم أن كل إنسان متوسط الطاقة، عادي الطموح، قادر على إعمال الفكر، ولكن المأساة في أن الذين يفكرون قلائل جداً، وأقلّ منهم الأولى يحملون أنفسهم عناء التفكير لأن أكثر الناس لم يروضوا أنفسهم على هذا العمل العقلي.

أنا شخصياً مقتنع بفائدة المران في هذا الحقل. فالمخيلة الخلاقة تحتاج إلى وسائل الإنماء والصيانة كي تواصل الخلق. وقد عملت ثلاثين عاماً في أدق الحرف الفكرية: النشر والإعلان، وعلمتني اختباراتي أن المخيلة ليست موهبة، إنها تُكتسب بتعويد العقل الانتاج. ولست أكتم القارئ أني مدين بنجاحي لمخيلتي النشيطة، فبفضل الأفكار الجديدة التي أطلع بها الفينة بعد الفينة (وقد أصبح التفكير عندي عادة يومية) فرضت نفسي على الناس رجلاً ذا موهبة فذّة.

يمكنك أن تحذو حذوي، ولكن حذار الإفراط في كد الذهن، لئلا يصاب عقلك بالعقم. فالأفكار الجديدة تأتي بسهولة ويُسر إن أنت تركت لعقلك الحبل على الغارب. دعه يلهو بأفكار عابرة ولو لم يكن لها، في الظاهر، علاقة واضحة بالمسألة التي تشغل بالك.

أطلق لمخيلتك العنان دون أن تدعها تبتعد بك عن الهدف، ويحسن بك أن تستجمع أفكارك لتوجهها جميعاً نحو هذا الهدف، لقد قال ويلسون رئيس الولايات المتحدة السابق إن أكثر البشر من الحالمين. وكان مخترع الكهرباء يقضي ساعات من وقته الثمين متأملاً انسياب المياه في الجداول. وأعلم أن السهوم ليس تنزيهاً للعقل ولا يشكل ترويحاً عن الذهن المكدود. فالسبيل إلى هذا وذاك هو أن تغمض عينيك وأن تسبر أغوار عقلك باحثاً عن ذكريات، لأن ذكريات ما عرفته بالأمس مضافة إلى انطباعات اليوم هي التي تولّد الأفكار الجديدة.

سئل المخترع الأشهر اديسون:
(أتفكر وأنت جالس أم تؤثر وضعاً آخر هو الاضطجاع؟) فأجاب متضاحكاً: إن الأفكار تمرّ في رأسه من تلقائها، سواء كان جالساً أو واقفاً أو مضطجعاً. وروى اديسون أنه قضى ذات يوم بضع ساعات في تفكير متواصل بحثاً عن طريقة تضاعف سرعة الانتقال البرقي، فمرّت بخاطره فكرة عارضة ما لبثت أن بدلت اتجاه تفكيره، وكان الفونوغراف هو الاختراع الذي توصل إليه بعد أن تبدل الاتجاه.

ومما يساعد على التفكير أن يدوّن المرء ما يمرّ في رأسه على الورق، فالفكرة تولد الفكرة فإذا دونت فكرة على ورقة أمامك تتبعها ثانية فثالثة فرابعة إلى أن تمتلئ الصفحة. وكل هذا لا يصل بك إلى أغوار عقلك ولا يستنفد ما فيه من أفكار.

بيد أن هذا الأسلوب كثيراً ما يبتعد بمتبعه عما يحيط به، فلا يشعر إلا وهو يدور في حلقة مفرغة تفصلها عن عالم الواقع حواجز من الأحلام والتخيلات. وقد وجدتني أدور في هذه الحلقة أكثر من مرة، فكنت ألجم مخيلتي وأنفر إلى خارج منزلي لأجوب الشوارع متفرجاً على واجهات المخازن، مصغياً إلى ما يقال حولي، وكثيراً ما كانت الفكرة الصالحة التي بحثت عنها في عزلتي تمرّ في رأسي وأنا أبعد الناس عن التفكير .

إن الظفر بفكرة جديدة في عصرنا هذا لمن أندر الأمور. يبقى علينا والحالة هذه أن نجمع الأفكار القديمة ونتوسع في تفسيرها وتطبيقها. من ذلك ما فعله منتج شفرة الحلاقة ماركة (شيك)؛ فقد كان الرجل عاملاً في مصنع للسلاح قبل أن يصبح من منتجي شفرات الحلاقة. فاستوحى من عمله الأول فكرة تجهيز ماكنة الحلاقة (شيك) بنتاش كنتاش البندقية يقذف بالشفرة المستعملة ويحل محلها أخرى جديدة دون أن يكون ثمة حاجة للمس الشفرتين.

من أقوال اديسون التي تكرس النظرية السالفة الذكر: (العقل في عمله السلبي يكتفي بجمع التجارب والاختبارات، وفي عمله الإيجابي يعيد خلق التجارب والاختبارات).

حاول أن ترى بعيني سواك:
توفي أحدهم وخلف لأولاده الأربعة مشروعاً تجارياً يوشك أن ينهار أمام منافسة مشروعات جديدة توافرت لها مقومات البقاء وأسباب النجاح والازدهار. فجمع الولد البكر أشقاءه وقال لهم: (لا قبل لنا بالوقوف في وجه منافسينا الأقوياء على صعيد المضاربة لان رأسمالنا ضعيف، وعندي أن نجتهد في استمالة السكان بحسن تصرفنا).

ولما استزاده أشقاؤه إيضاحاً قال: (ينبغي لنا أن نغزو قلوب المستهلكين قبل جيوبهم وهذا يكون بالنظر إلى الأشياء بعيونهم بحيث نقدم إليهم ما يشتهون وبأسلوب يجعل إقبالهم على أصنافنا أمراً لا شكّ فيه).

لا جدال في صعوبة إلزام النفس بهذه القاعدة لأن حب الذات متأصل في نفوس البشر. ولم تفت أكبر الأولاد الأربعة هذه الحقيقة ولكنه ما زال بأشقائه حتى أقنعهم بصواب رأيه فجعل المشروع شعاره إرضاء الجمهور بأي ثمن واجتذابه بجودة الأصناف وحسن المعاملة، وسرعان ما ثبت أقدامه في وجه المزاحمة، وفي غضون ستة أشهر برز إلى المقدمة وتابع تقدمه مذ ذاك باطراد، كلّ هذا بفضل مخيلة أحد أصحابه وسلامة تفكيره وبعد نظره.

كان لنكولن يقول: (المقدرة كل المقدرة في أن تحيط نفسك بأكبر عدد من الأصدقاء). ومن أقوال كونفوشيوس: ان الذين لا أصدقاء لهم هم فئةم ن البشر لا تمكنها مصادقة الناس. أي أن من لا أصدقاء له هو المسؤول عن عزلته، فهو لا يهتم بشؤون الآخرين ويتنكب السبل المفضية إلى كسب ودهم.

حان الوقت لتصبح أفضل




دقات الساعة إذا لم تكن منتبهاً لها فلن تضايقك. ولكن إذا حولت انتباهك إليها, فكل ما يمكنك سماعه هو التكتكة. ستدرك كم هو مزعج – لدرجة كبيرة -  بحيث لا يمكنك التفكير أو التركيز على أي شيء آخر.

ولكن بمجرد أن تخرج من نطاق إدراكك, لأنك اعتدت عليها, فلن تضايقك بعد ذلك. ربما لاحظت أحيانا أن عضلات رقبتك وكتفيك مشدودة. لم تكن تدرك أنك كنت تحدب أكتافك, ولكن الآن عندما تحول تركيزك إلى جسمك, تصبح مدركا للألم ويمكنك ببساطة إرخاء العضلة وتخفيف الشد.

إن قوة قوقعتك – شبكة سلوكايتك – تأتي من قوة كونها غير مرئية. فأنت غير مدرك للأفعال الحقيقية التي توجدها. وبإدراكك لسلوكياتك, وأفكارك, ومشاعرك, تجعل العملية مرئية وتكسب القدرة على أن ترى الأذى الذي تسببه.

الهدف من ذلك هو أن تكسر روتينك الذهني وتتحرر من نماذج الأفكار المشروطة. ويتم ذلك عن طريق النظر بموضوعية إلى سلوكيات محددة تمر عادة بدون ملاحظتها أو بدون تفحصها، وعندما تبدأ بالتساؤل عن تلك السلوكيات, فإنك ستحصل على عادة أن لاتكون مقيداً بالعادة.

لا يمكنك رؤية نفسك مباشرة لأن حياتك ليست هي فقط التي أصبحت آلية. ولكنك أنت جزء من قوقعتك الخاصة, ليس هناك وجهة نظر إنك قطعة من أحجيتك الخاصة. تماما كما أنه ليس ممكنا أن ترى ذاتك المادية كلها مباشرة,يمكنك فقط رؤية ذاتك النفسية في انعكاس سلوكياتك.

إن الرأي الذي تتشبث به عن ذاتك اليوم يعكس التجارب في ماضيك. تلك المؤثرات, والتي ربما هي أقل من إيجابية, تفعل شبكة عاداتك وأفكارك ومواقفك ومعتقداتك التي تبقى راسخة مع مفهومك الذاتي المتدني. الآن ستصبح قادراً على رؤية التأثير الكامل وتأثير صورتك الذاتية على سلوكياتك – والجروح المنزلة ذاتياً التي تسببها.

بعض الاستجابات مألوفة إلى حد ما, جزئياً كنتيجة لثقافتنا وطبيعتنا الإنسانية, ومع ذلك فهذا لا يعني أنها غير مؤذية, بعض الاستجابات تطرح سلوكاً سلوكاً غير طبيعي وغير عادي, ويمكن أن يحدثوا جميعهم بدرجات متغيرة وفي نطاق واسع من التأثير.

معظم الاستجابات لها أسباب متعددة, ومن الممكن أن تجد في نفسك إحداها أو بعضها أو جميعها أو لا تجد في نفسك أي منها.

تلك الاستجابات هي الدبوس المشبك الذي يجمع ويشوه ذاتك الحقيقية ويوسع الفجوة بين ذاتك وبين الحقيقة.كما تخلق أرضا خصبة للمزيد من الأمراض الخطرة.

وكلما كانت حياتك مؤتمتة أكثر – وكلما زادت الاستجابات التي أصبحت مندمجة في شخصيتك – اتسعت الفجوة بين الحقيقة وبين إدراكك للحقيقة, محركة إياك أكثر في عالمك الصغير الخاص. ومعظم الأمراض العقلية الخطرة يمكن أن تتواجد جذورها في هذه الفجوة بالذات.

بمجرد أن تتعرف وتفهم أحد نواحي شخصيتك, ستكون قادرا على رؤية نفسك منفصلا عن قوقعتك – ذاتك الحقيقية – مقابل واجهة ذاتك الزائفة.

إنه الإدراك الذي يدق إسفيناً في آلية السلوك. وبمجرد أن ترى ذاتك الحقيقية,يصبح جزء القوقعة كليل لن الغاية منه كانت أن يبعدك عن اكتشاف الذات.إنه نفس حافز الرجل الأصلع الذي يرتدي شعرا مستعارا أمام أولئك الذين يعرفون انه أصلع والذين لا يرغب بخداعهم ,لا يوجد فائدى في ذلك.

عند النظر الى جوانب الذات,فأنت توجه ضربات مهمشة للواجهة,في كل مرة تكشف فيها استجابة تقترب أكثر من الذات الواقعية,الى أن لا يعود الحاجز موجوداً.وتظهر شقوقاً صغيرة في القوقعة عندما تبدأ بعرض المزيد من ذاتك الحقيقية.ثم,ببساطة تتحلل القوقعة وتبثق ذاتك الحقيقية غيرممزقة وواثقة. وستبدأ بفهم لماذا تفعل ماتفعل,وتفكر بالطريقةالتي تفكر بها,وتشعر بالطريقة التي تشعر بها.

إن إكتشاف المغزى الكامن لسلوك مايوقظك نفسياً.بالنسبة لبعض الاستجابات هذا ليس كافياً للتحرر الفوري من الطبيعة المألوفة لفعلك.

ولكن,يضع الإنزعاج ترساً مسنناً نفسياً في دولاب حياتك.حتى بدون قرار واع لتغيير السلوك مباشرة, فإن الإدراك المتواصل لسلوك مؤذ ينتج غالباً التغيير.

على أي حال تتحطم الطبيعة الآلية للاستجابة, وتبدأ حياتك بالانتقال الىمستوى جديد من الإدراك.

وبالرغم من أن الاستجابة ربما ماتزال لديك, فإنها لم تعد آلية. أنت تقوم بصنع قرار واع كل مرة للمشاركة في السلوك المعين.وحتى الروتين المعتاد والأكثر تجذراً يمكن ان يتحطم ويبلى الى أن ينحل.وبانتقال حياتك خارج مجال الأتمتة,تبدأ برؤية ذاتك الحقيقية,وتبدأ بصدق تعيش حياتك.

عندما تصبح واعيا بمختلف نواحي حياتك,فأنت تجلب حيوية جديدة لأفعالك,هذا يجعل التخلص من العادات أمراً سهلاً,لأنها مجرد أفعال أصبحت بمرور الوقت آلية,الإدراكهو مايفكك العادة الى فعل بسيط.

إن التعقيد في الحياة يكمن في أتمتتها.تمهل وسترى كم هي الحياة بسيطة في الحقيقة.ستفهم ماكنت بالكاد مدركاً له من قبل – العلاقة بين السبب والأثر. الفعل والنتيجة.هذا يتيح لك أن تفهم تماما ما لم تكن تفهمه من قبل: أنت في الواقع متحكم في حياتك,ستكون قادرا على صنع قرارات جديدة واختيارات مبنية على ماتريده,هذه هي الحياة.الحياة التي أصبحت أتوماتيكية فيها صعوبة إدراك العلاقة بين السبب والأثر.إذا كنت لاتشعر بأن لديك سيطرة على حياتك,إذن يوجد حافز ضعيف لتولي زمام الأمور.

عندما تبدأ بالنظر الى جوانب سلوكك, فإن حياتك تتباطىء, وينقشع عن حياتك الغموض, ولن تعد تلك الكتلة الضخمة الدوراة التي تخرج عن السيطرة.

المصدر: موهوبون نت

أهم المشاركات