السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ........ أهلا ومرحبا بكم في ساحة التنمية البشرية والتطوير الإداري

الأحد، 25 سبتمبر 2011

تكنولوجيا الاتصال..المخاطر والتحديات والآثار الاجتماعية

أيمن حماد - تحرير أون لاين

تكنولوجيا الاتصال..المخاطر والتحديات والآثار الاجتماعية
لعل النهضة التي شهدتها الدول المتقدمة مدينة بكافة صورها في الأساس لما أحرزته من تقدم تكنولوجي.إلا أن هذه التكنولوجيا مثلما لها جانبها الإيجابي فإنها حملت في أعطافها جانبها السلبي الذي أتى بمخاطر عديدة أضحت تشكل تهديدا دائما وملازما للإنسان ،وأبرز مثال على ذلك تكنولوجيا الاتصال،فهي إلى جانب آثارها الإيجابية الملحوظة في حياتنا جميعا فإنها أفرزت آثارا سلبية تمخضت عنها عدة مخاطر،فهناك المخاطر الصحية،وهناك المخاطر البيئية ،وهناك الجرائم المرتكبة بواسطتها ،وهناك المخاطر الاجتماعية المتمثلة في التفكك والانحلال المجتمعي وهناك أيضا الاعتداء على الملكية الفكرية وغيرها.
وفي هذا الإطار جاءت دراسة الدكتور شريف اللبان تحت عنوان"تكنولوجيا الاتصال..المخاطر والتحديات والتأثيرات الاجتماعية" الصادر عن سلسلة العلوم والتكنولوجيا بمهرجان القراءة، لتدق ناقوس الخطر وتنبه المشتغلين بهذا الحقل إلى المخاطر والآثار السلبية الناتجة عن عدم الوعي باستخدام تكنولوجيا الاتصال في مجالاتها المتعددة.
ففيما يتعلق بالمخاطر الصحية لتكنولوجيا الاتصال يشير الدراسة إلى أن هناك عدة صور لهذه المخاطر منها :الإصابة بالتعب المتكرر التي تحدثها شاشات العرض المرئي المستخدمة في الصحف،وتلحق هذه الإصابة الأيدي والرسغ والرقبة وتعب العضلات وهذه الإصابات –والتي غالبا ما يسببها الضغط بقوة على المفاتيح – يمكن معالجتها من خلال علاج الأيدي للتخفيف من حدة الالتهابات وتغيير أسلوب الضغط على لوحة المفاتيح ومزاولة عدد من التمرينات والراحة المنتظمة في أثناء العمل . ورغم تعرض الصحفيين والعاملين بالمؤسسات الصحفية لمخاطر الإصابة بالتعب المتكرر،فإنه من الأمور المتفق عليها أن العمال يجب أن يوائموا أنفسهم مع بيئة الوظيفة.  
 ومن المخاطر التي تذكرها الدراسة في هذا المجال أيضا ما تسببه أجهزة التليفون المحمول وأجهزة التليفزيون وبعض الأدوات المتصلة بالكمبيوتر والاتصالات من أمراض أكدتها الدراسات والتقارير كبعض أنواع السرطانات ،والزهايمر ،أو الفقدان التدريجي للذاكرة،ولتفادي ذلك توصي الدراسة بترشيد استخدام المحمول،وتقليل مدة المكالمة بما لايزيد على دقيقة ،وألا يسمح للأطفال باستخدامه حتى لا يؤثر على ذكائهم ونموهم العقلي،وتنوه إلى أن الأبحاث المنشورة حديثا أكدت أن جلوس السيدات الحوامل أمام شاشات الكمبيوتر أو التليفزيون لفترات طويلة يعرضهن لفقدان الجنين بنسبة 20 % أو احتمال خروج الأجنة مشوهة أومريضة.وعلاوة على ذلك هناك ثمة تأثيرات سيكولوجية لتكنولوجيا الاتصال،كالخوف من الكمبيوتر أو ما يعرف باسم "سايبرفوبيا" cyberphobia أوكمبيوتر فوبيا،مما يؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة،وإدمان الإنترنت والتليفون المحمول،وهو ما قد يؤدي بالمريض في النهاية إلى عيادة الأمراض النفسية.
وفيما يتعلق بالمخاطر البيئية لتكنولوجيا الاتصال تشير الدراسة إلى أن الكمبيوتر يعد أحد ملوثات البيئة،حيث يوجد ما بين 30 % إلى 40 % من إجمالي عدد الحاسبات تُترك في وضع التشغيل لمدة 24 ساعة في اليوم،فتستهلك بذلك طاقة كهربية تعادل الطاقة التي تنتجها 12 محطة توليد كهرباء بأكملها،بالإضافة إلى ذلك هناك المشكلات المتعلقة باستخدام الورق ،وهناك الأحبار زيتية القاعدة الضارة للبيئة،وتوصي الدراسة بتجنب هذه المخاطر عن طريق الأخذ بما توصلت إليه التكنولوجيا في العصر الحديث في هذا المجال ،حيث عملت على تبني برامج للحد من هذه المخاطر سواء في إهدار الطاقة أو الأحبار كالتوصل إلى أحبار مائية القاعدة وغيرها.
وتضيف الدراسة أن من مخاطر تكنولوجيا المعلومات أيضا ظهور أنواع جديدة من الجرائم مثل:سرقة الأقراص الصلبة والمرنة،سرقة الوقت،سرقة المعلومات وتخريب أجهزة الكمبيوتر،بالإضافة إلى مخاطر استخدام شبكة الإنترنت في عدة مجالات،كصعوبة تأمين المعاملات المالية عبر الشبكة في مجال التجارة الإلكترونية،والإباحية الإلكترونية،والرسائل غير المرغوبة في البريد الإلكتروني،وزعزعة عقيدة المسلمين،وتهديد الأمن العام،وتنوه الدراسة في هذا الصدد على أنه رغم وجود هذه الجرائم فإنه لا يمكن إنكار دور التكنولوجيا نفسها في مكافحة الجريمة ومحاربتها.
وفيما يتعلق بالتأثيرات الاجتماعية لتكنولوجيا الاتصال تشير الدراسة إلى أن من أهمها بروز سلوكيات جديدة في العصر الإلكتروني ،كالمواد الإباحية،وانتهاك الخصوصية للأفراد والشركات،وقلة الترابط الحقيقي بين أفراد المجتمع،وظهور مجتمع ما بعد الحداثة حيث تذوب الدول لتصبح كيانات هلامية.
وعن مخاطر الملكية الفكرية توضح الدراسة أن تكنولوجيا الاتصال أدت في جوانبها السلبية إلى ظهور قراصنة البرامج والشبكات والمنتحلون،ويترتب عليها النسخ دون تفويض أو ترخيص،مما يؤدي إلى الإضرار المادي والأدبي للمؤلف والمبتكر الأصلي،لذا تطالب الدراسة بتفعيل القوانين الخاصة بحماية الملكية الفكرية،والقضاء على العقبات التي تعترض الملاحقة القانونية للقراصنة

تكنولوجيا المعلومات..وتحديات الديمقراطية الإلكترونية..دراسة حديثة 
" الديمقراطية الإلكترونية " عنوان أحدث مؤلفات المهندس عبدالحميد بسيوني والذي أشار فيه إلى أهمية تكنولوجيا المعلومات وخاصة شبكة الإنترنت في نشر ثقافة الديمقراطية والحرية بين جموع المواطنين .. فعلى مدار أحد عشر فصلا تناول المؤلف قضايا الحكومة الإلكترونية والديمقراطية الإلكترونية أشار إلى أن مفهوم الحكومة الإلكترونية يعني في أبسط تعريفاته استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتسهيل عمليات الحكومة والإدارة العامة مؤكدا أن تشجيع استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن أن يحقق مشاركة أكبر للمواطن وأن يكون أيضا قوة تحرير وديمقراطية داخل الحكومة وأن تكنولوجيا المعلومات تقوم بتحقيق الحد من المخاطر ومراقبة الغش والاحتيال وتعزيز الأداء وتحسين بيئة العمل .
أوضح المؤلف أن تكنولوجيا المعلومات غيرت كثيرا من المفاهيم لدى الأفراد والحكومات والدول وكان لها آثارها الواضحة على الأفراد والحكومات فهناك التجارة الإلكترونية وتأثير المحتوى الإلكتروني على القيم والثقافة والمؤسسات السياسية والحكم الرشيد.
كما يشير المؤلف إلى العديد من التحديات التي تواجه الديمقراطية الإلكترونية ومنها توقعات المواطن والخصوصية والأمن والثقة والوصول وقنوات التوصيل ، التحولات الداخلية ، الشفافية والفجوات الرقمية ، تمكين الأفراد والمجتمع المدني وإنشاء مجتمعات المعرفة وغيرها من التحديات .
وتحدث المؤلف عن الانتخابات والتصويت الإلكتروني مشيرا إلى أهمية الدور المهم الذي تلعبه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دعم وتعزيز الممارسة الديمقراطية بالتصويت الإلكتروني وإعداد الجداول الانتخابية والتصويت والفرز وإعلان النتائج واستطلاعات الرأي والاستبيان وغيرها.
كما يشير المؤلف إلى البرلمان الإلكتروني والمشاركة الإلكترونية التي يمكن أن تتيحها تكنولوجيا المعلومات في العصر الحديث مؤكدا أن هناك مجموعة من الأدوات التكنولوجية المناسبة تماما للديمقراطية الإلكترونية تشمل أدوات التشاور والمدونات والأدوات الشخصية ، والبريد الإلكتروني ، والرسائل القصيرة sms   والبث عبر شبكة الويب ، وعرف الدردشة الفورية والاستبيان والاستطلاعات وبالإضافة إلى ذلك تحدث المؤلف عن التدوين والمدونات وصحافة المواطن كأثر من آثار تكنولوجيا المعلومات وأهمية ذلك للأفراد والدول في تدعيم الديمقراطية والحرية كما تحدث المؤلف أخيرا عن حقوق الإنسان الرقمية والخصوصية وحماية البيانات وتنظيم وديمقراطية الإنترنت ودور تكنولوجيا المعلومات في ذلك مشيرا إلى أنها كما وفرت المعلومات والاتصال في هذا المجال فإنها تتيح أيضا التلاعب بهذه المعلومات وتوفر التنصت عليها وتعقب مصادرها مع ضرورة وضع الحلول التقنية لتنظيم التعامل مع الإنترنت .

 

أهم المشاركات