مشـكلة: غياب الإحترام في الحياة الزوجية.
إعداد
أحمـد كـردي
فغياب الإحترام
والتقدير بين الزوجين وعدم إحترام خصوصية كلا الطرفين من المشاكل الهامة
والتي يكون لها الأثر السلبي على تربية الأبناء وثقتهم بأنفسهم ونظرة
المجتمع لهم, فالإحترام يُفقد أول ما يُفقد أمام الأبناء فكم من زوج يهين
زوجنه أمام أبنائها بالكلام أو بالضرب وكم من زوجة تهين زوجها أمام أبنائه
وتقلل من شأنه في عيونهم وتشير بيديها بإيماءات ساخرة خلف ظهره وهو لا
يراها.
وعدم إحترام شريك الحياة أمام الغير مشكلة لا تنسى ولا تغتفر وهي أقصى درجات غياب الأدب وسوء المعاملة, وكما قيل في الأمثال الشعبية: من قال لزوجته يا عورة لعبت بها الناس الكرة, ومن قال لها يا هانم الكل رقص لها على السلالم ".
الحــــل :
- الإحترام المـتبادل :
يلزم أن تسود الحياة الزوجية
روح المودة والإحترام والتقدير وبالأخص أمام الغير وإحترام خصوصية كلا
الطرفين, وأن تحل المشاكل بعيدا عن الأبناء وخلف الأبواب المغلقة دون لفت
نظر أي أحد مهما كان.
فالإحترام بين الزوجين هو المحافظة على كرامة الآخر في كل أحواله موجودا كان أم غائبا سواء أكنت راضيا عنه أم غير راض, والإحترام قيمة في حد ذاته لا بد من الحفاظ عليها ومراعاتها بغض النظر عن الحب أو الظروف أو الإمكانيات أو أي شيء، وكما يحب الزوج أن يُعامل بإحترام وتوقير داخل بيته من زوجته وأبنائه, كذلك تحب الزوجة أن يكون لها حق الاحترام والتوقير والتقدير من قبل زوجها وأبنائها, فالحياة التي يهين فيها أحد الزوجين الآخر بالألفاظ والتصرفات ولا يراعي مشاعره وأحاسيسه لا هي حياة ولا هي زوجية ولا يمكن أن تستمر.
- الإحترام للخـصوصية :
فرغم أن الحياة الزوجية
هي شراكة بين الطرفين، وإندماج لكل منهما في الآخر إلا أنه من الضروري
والأساسي لإستمرار علاقة فاعلة بينهما أن يحترم كل واحد منهما الأخر ويحترم
خصوصية الطرف الآخر، هذا الإحترام للخصوصية يعني أن يتيح كل طرف منهما
المساحة للآخر لكي يكون لديه شخصية يتحرك فيها بما يشعره أنه ليس مقيداً أو
تحت الأنظار أو تحت السيطرة من قبل الشريك الآخر، هذه الخصوصية تتيح لكل
منهما ممارسة حياته بشكل أكثر هدوءاً واستقراراً.
- إحترام المشـاعر والأحاسيس :
مهما إعتاد الزوجان
على بعض ومهما طال الوقت فلا يستغني أي إنسان عن احتياجه لمراعاة مشاعره
وأحاسيسه، ومراعاة الكلمة التي تضايقه والتعبير الذي يجرحه والحب الذي
يحتاجه والنظرة الحانية واللمسة الدافئة.
- إحترام الأهـل :
لا بد أن يدرك
الزوجان أن أهل الإنسان هو جزء لا ينفصل منه وحبهم وتواصله معهم وإعطاؤهم
حقوقهم فضلاً عن أنه فرض ديني فهو كذلك احتياج نفسي وإنساني، إذا أراد
الزوج أن يسخر من أم زوجته يحطم زوجته، كما أن أمه مقدسة عنده أمها مقدسة
عندها، بصرف النظر عن أخطائهما.
ولا بد لمن يريد أن يراعي شريك حياته ويساعده على أداء واجباته نحو أهله أن يحترم هو أهله, يحترمهم باللفظ والإشارة والمجاملة والمساعدة والزيارة وتفقد أحوالهم، وسواء يستطيع المساعدة في أداء هذه الواجبات أو مجرد مساندة الطرف الآخر وإتاحة الفرصة له لأداء هذه الواجبات، فلا بد أن نعرف أن هذه مساحة مهمة جدًّا من الاحترام مهما كان مستوى الأهل المادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو سلوكهم وتصرفاتهم فليس الواصل بالمكافئ.
- إحترام الأهداف والطموحات :
من المؤكد أن لكل من
الزوجين أهدافا وطموحات وأحلاما في الحياة يتمنى تحقيقها ويحاول ذلك رغم
الصعوبات والإنشغال بمسئوليات الحياة فلماذا لا يعيش كل من الزوجين مع
الآخر في أحلامه وطموحاته، ويحاول كل من الزوجين احترام هذه الأحلام
ومساعدته في تحقيقها بدلاً من تسفيهها والإستهزاء بها تحت مدعاة مسئوليات
الحياة وعدم وجود وقت أو أموال أو أن البيت أولى بالوقت والمال.
ضرورة تجديد الحياة
بينهما وإضفاء روح جديدة حيوية تعيد للزوجين صلتهما ببعضهما وتساعد على
الاندماج الفكري والمزاجي والعاطفي بينهما مرة ثانية حتى تكون سببا في
إعادة السعادة للأسرة بأكملها, أحد الحلول السحرية الاهتمام بالهوايات سواء
كانت مشتركة بينهما أو يحاول كل طرف منهما تبني أفكار الطرف الآخر
والدخول إلى عالمه الخاص ومشاركته فيه بحب واهتمام.
فما المانع من أن تهتم الزوجة بعالم الرياضة عموما أو البورصة أو الانترنت أو السياسة – طبعا كل ذلك فيما لا محظور فيه شرعا - إن كان ذلك سيقربها من زوجها فكريا وحواريا ويبني بينهما جسرا من النقاشات البناءة المشتركة ويقضي على مشكلة الخرس الزوجي التي يعاني منها كثير من الأزواج, وفي المقابل على الزوج تقدير هذه الخطوة من زوجته وإستقبالها بصدر رحب وعدم ترجمتها إلى أنها تريد اقتحام خصوصياته أو التدخل في مختلف شؤون حياته ,بل يفهم رغبتها ويستوعبها ويدعمها.
وعلى الزوج كذلك مشاركة زوجته في إهتماماتها محاولا أيضا لتقليل الهوة بينهما, وما أجمل أن يشترك الزوجان في هوايات وإهتمامات مشتركة جديدة تجمع بينهما كزيارة دور الأيتام أو الجمعيات الخيرية أو دور المسنين, أو أن يجتمعا على ما يفيد دنياهم وأخراهم ويرضي عنهم الله عز وجل كحفظ القران الكريم أو تنمية مهاراتهما الفقهية أو اللغوية أو التقنية, فيتمكنا من إقامة حوارات مشتركة جديدة تجمعهما دائما وتبعد عنهما ذلك الملل الزوجي الذي ينشأ عن عدم تجديد كل منهما لأفكاره وعدم التخلي من كل منهما عن مواقعه التي يتحصن بها بعيدا عن الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق