السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ........ أهلا ومرحبا بكم في ساحة التنمية البشرية والتطوير الإداري

الاثنين، 25 يوليو 2011

أهميـــة العمــل التطـــوعــــي

أهميـــة العمــل التطـــوعــــي

أن عملية التطوع من أهم المواضيع التي يجب أن تطرح وتناقش و تنال أهمية كبرى.. والعمل التطوعي من أقوى العوامل المؤثرة في إعداد الجيل الجديد لأنها تدخل ضمن تكوينهم خلقياً ونفسياً واجتماعياً. و لهذه الأسباب أحببت أن تكون هذه المقالة عن العمل التطوعي وأهميته بشكل عام وعن العمل التطوعي في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص..

تعريف التطوع

هو عبارة عن الجهد الذي يقوم به الإنسان بدافع منه دون مقابل قاصداً بذلك تحمل بعض المسئوليات في مجال العمل الاجتماعي الذي يستهدف تحقيق الرفاهية الإنسانية.

والعمل التطوعي في مجمله عمل غير ربحي و غير وظيفي أو مهني ... يقوم به الفرد أو مجموعة من الأفراد في سبيل تقديم أية مساعدة لأية شريحة من شرائح البشروتنمية مستواها المعيشي بغض النظرعن مكان تواجدها.


والتطوع أكدت عليه جميع الديانات السماوية ومنها الديانة الإسلامية, قال تعالى:" ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم " صدق الله العظيم.. إذن فالتطوع هو قرار ذاتي يتخذه الفرد بنفسه لتقديم طاقته في تحقيق هدف معين و بإمكان أن يخدم هذا الهدف المجتمع ويساعد على تنميته.

والمتطوع

هو الشخص الذي يتمتع بمهارة أو خبرة معينة لأداء واجب اجتماعي طواعية واختياره له لا يكون له أي مردود مقابل لجهده المبذول ولكن في صورة جزاء مالي رمزي لتغطية نفقات معينة كأجر المواصلات وخلافه...

ومن خلال التعريف السابق يتضح لنا أن التطوع هو :-

1- جهد نابع عن إرادة ذاتية.
2- جهد قائم على خبرة ومهارة مكتسبة ذاتياً.
3- الجهد المبذول لا يقابله جزاء مادي, وأن قابله فهو يقل عنه بحيث يكون الجزاء المعنوي مثل شهادة شكروغيره.
4- تضحيه بوقت أوجهد أومال.
5- ليس هناك شرط الأعداد العلمي المسبق للتطوع.

أهمية العمل التطوعي

العمل التطوعي يساعد على إيجاد جو من الإخاء والقيم النبيلة والتكاتف الاجتماعي ... فهوايضاً كفيل بتنمية القدرات الذهنية وتأصيل المبادئ الإسلامية ... والتعاطف المبني علىالأسس الدينية ...ولقد أوصانا ديننا الحنيف بالمبادرة إلى الأعمال الإنسانية والتفاني فيها ذلك لأن انتهاجنا لمثل هذه الأعمال القويمة يدرلنا الخيرالوفير في الدنيا والآخرة فلا بد لكل مسلم أن يكون حريصاً على إماطة الأذى عن الطريق وإغاثة الملهوف والرفق بالحيوان وإطعام المسكين, وغيرها من الأعمال الجليلة.

و لاشك أن للعمل التطوعي أهمية كبيرة وجليلة تؤثر بشكل إيجابي في حياة الفرد والأسرة والمجتمع ومن تلك الايجابيات ما يلي:-
1- تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأحوال المعيشية.

2- الحفاظ على القيم الإسلامية.
3- تجسيد مبدأ التكافل الاجتماعي.
4- استثمار أوقات الفراغ بشكل أمثل.

حيث يعتبر العمل التطوعي تجسيداً عملياً لمبدأ التكافل الاجتماعي, باعتباره يمثل مجموعة الأعمال الخيرية التي يقوم بها بعض الأشخاص الذين يتحسسون الآم الناس وحاجاتهم, الأمر الذي يدفعهم الى تقديم التبرع بجهودهم وأوقاتهم وأموالهم لخدمة هؤلاء الناس, طلباً لتحقيق الخير والنفع لهم.


التطوع يشمل خمسة عناصر وهي


1- جهود إنسانية تبذل بصورة فردية أوجماعية.

2- التطوع يقوم أساساً على الرغبة أو الدافع الذاتي.
3- لا ينتظر المتطوع أي مقابل مادي.
4- أن التطوع غالباً لا يتطلب إعداداً مسبقاً.
5- التطوع ركيزة أساسية للمشاركة.

دوافع التطوع

تتباين دوافع التطوع لدى كل فرد و لكن الوازع الديني يلعب دوراً كبيراً في العمل التطوعي وإحساس المتطوع بالمسؤولية نحو وطنه ورغبة منه في اكتساب خبرات جديدة خصوصاً عندما يجد الشخص المتطوع أن هناك عمل يؤديه ومسئول عنه فإنه يبدأ بالشعور بالانتماء لهذا العمل وبالتالي تزداد لديه الرغبة في القيام بأعمال جديدة وهو بذلك يتيح الفرصة لقدرته الكامنة في النمو ..

سمات التطوع

1ـ الخلق الإنساني المتسم بالرحمة الصادرة عن قلب رقيق شفاف مفعم بالحب و الرأفة التي تدفع الإنسان لمشاركة
أخيه الإنسان في أفراحه وأتراحه.
2- الخلق الكريم والسيرة العطرة التي تبعد بصاحبها عن مواطن الشبهات والإساءة إلى شخصية الإنسان.
3- توافر الخبرات والتأهيل العلمي المناسب.
4- القدرة على العطاء والنضج الفكري والعقلي والانفعالي.
5- اللياقة والقدرة على التصرف ومواجهة تداعيات الموقف المفاجئ.

مقومات التطوع

وللتطوع في العمل الاجتماعي مجموعة من المقومات لابد أن تتوفر له لضمان ازدهاره ونموه ومن أهم هذه المقومات ما يلي:-

1- قيام علاقة تعاون وثيقة متبادلة بين المتطوع والمحترف يكون أساسها الاحترام المتبادل والشعوربالمسئولية

المشتركة.
2- أن تكون الأعمال المسندة إلى المتطوعين ذات أهمية و فائدة واضحة وملموسة وإلا فقدوا اهتمامهم بها.
3- أن تتناسب الأعمال المسندة إلى المتطوعين مع ميولهم واستعداد تهم وقدراتهم.
4- أن يقبل المتطوعون الالتحاق بما يعد لهم من برامج تدريبية.
5- أن يتقبل المتطوعون الإشراف عليهم وعلى أعمالهم.
6- أن ينظر المتطوع إلى عمله التطوعي على انه يماثل تماماً في التزاماته وواجبا ته الأعمال التي يقوم بها
المحترفون فالمتطوع الناجح هو من يمكن الاعتماد عليه تماماً كالاعتماد على الموظف الذي يعمل بأجر.

الشروط الواجب توافرها في المتطوع

1- أن يكون لدى المتطوع الوقت الكافي لممارسة نشاطه التطوعي.
2- أن يكون في صحة جيدة كي نضمن إمكانية بذله للجهد المطلوب منه.
3- إحساس المتطوع بالمسئولية الاجتماعية ورغبته الصادقة وتحمسه للعمل التطوعي من أجل صالح
مجتمعه بدون انتظار لأجر أو مقابل مادي.
4- اهتمامه بالمسائل الاجتماعية والقومية للمجتمع الذي يعيش فيه.
5- مقدرته على التعامل في تناسق وانسجام مع الآخرين.
6- تميزه بقدر من المعرفة والثقافة والمهارات والخبرات في المجال الذي يرغب بالتطوع فيه.
7- أن يكون المتطوع من ذوي السمعة الحسنة في مجتمعه.

الأسس التي يجب مراعاتها تجاه المتطوع

1- يجب أن يشعر المتطوع بأهمية العمل الذي يقوم به وأهمية جهده وقدراته وإمكانياته.
2- يجب إتاحة الفرص للمتطوعين للنمو والتعليم ليستطيعوا تحمل المسؤولية.
3- تدريب المتطوعين باستمرار في المجال الذي يرغبوا به.
4- متابعة المتطوعين وتنمية كل من يثبت عدم صلاحيته وجديته في التطوع.
5- الاهتمام بأن يقف المتطوع على مدى قدرته ولا يستغل استغلالا في عمل أخر.
6- إنشاء مركز خاص لتنظيم عملية التطوع وإنشاء السجلات الخاصة به. مثال : " مركز قطر للعمل التطوعي" والذي أنشئ حديثاً في قطر.
7- الحوافز التشجيعية مهمة في مجالات العمل الإنساني.
8-ابتعاثهم بعثات داخلية وخارجية ودعوتهم لحضور المؤتمرات.
9- منح المتميزين من المتطوعين التكريم من قبل الدولة.مثل جائزة المتطوع المثالي وتكريم المتطوع المتميز
من قبل دار تنمية الأسرة وبنك قطر الوطني وهذه الجائزة أنشئت منذ ثلاث سنوات فقط في قطر .
10- يجب لفت نظر جميع الموظفين إلى أهمية المتطوع الذي يتبرع بوقته وجهده دون أجر يذكر.
11- أن يكون المسئول على خبرة بكيفية التعامل مع المتطوعين.
12- توفير المواصلات الخاصة بذهاب وحضور المتطوعين.
13- تكريس الإعلان لاجتذاب أكبر عدد من المتطوعين.

عوامل نجاح التطوع

1- الدقة في اختيار المتطوع.
2- أن يكون العمل واضحاً أمام المتطوع.
3- أن يلم المتطوع بأهداف ونظام المؤسسة وبرامجها.
4- أن يحدد المتطوع الوقت المطلوب منه قضاءه في عمله التطوعي.
5- تنظيم برامج تدريبية مناسبة للمتطوعين الجدد.
6- إجراء دراسات تقويمية دورية لأنشطة المتطوعين.

واجبات التطوع

1- الاستعداد لتقديم الإمكانيات الحقيقية المتوافرة دون مبالغة.
2- عدم التحيز لمواجهات معينة أو الخضوع لتأثيرات ذات آثار سلبية على ما يبذله من جهود.
3- عدم التطلع إلى الحصول على أية عوائد مادية أو غيرها أو قبول هدايا بل رفضها حفاظاً على روح
العمل التطوعي الذي يؤديه دون مقابل.
4- التعاون التام مع الزملاء والعمل بروح الفريق.
5- تحمل المسئولية وتملك روح المبادرة.
6- المتابعة لما يقوم به من أعمال والمصابرة على الاستمرارية في الأداء بروح عالية.
7- إشاعة روح التفاؤل وامتلاك إرادة التحدي.
8- التسامح والوفاء والانتماء للعمل التطوعي.

الأعمال التي يؤديها المتطوع في المؤسسات الاجتماعية

1- المعاونة في تمويل الجمعيات وتنظيم حملات جمع التبرعات.
2- القيام بتنفيذ برامج العلاقات العامة والتوعية وأية أعمال تسند إليه.
3- دراسة مدى استجابة المجتمع الايجابية والسلبية لبرامج المؤسسة.
4- العمل في عضوية اللجان التي تقدم خدمات للمجتمع.
5- المعاونة في التعرف على مسببات المشكلات.
6- التنفيذ المباشر لخدمات الكساء والغذاء.
7- التحدث باسم المؤسسة.

تدريب المتطوعين

كثيراً ما تلجأ المؤسسات والجمعيات الأهلية بعد اختيار المتطوعين وتصنيفهم إلى تدريبهم لرفع مستوى أدائهم وزيادة الكفاية الإنتاجية لهم, ويهدف التدريب إلى مساعدة المتطوعين على أداء مهامهم بطريقة أفضل وبأقل جهد ممكن للحد من الأخطاء والعمل على توفير الوقت والنفقات ويتحقق هذا الهدف عن طريق:-

1- تزويد المتطوعين بالمعارف المرتبطة بأعمالهم.

2- إكساب المتطوعين المهارات اللازمة بمهام وظائفهم.
3- إكساب المتطوعين بعض الاتجاهات النفسية المواتية واللازمة لتحسين إنتاجهم وأداء ما يوكل إليهم من أعمال.

وعموماً يهدف تدريب المتطوعين إلى إثارة وعيهم وإشعارهم بالمسائل التي تحيط بهم في مجتمعهم وخلق روح القيادة بينهم بحيث تصبح الخبرات التي يمرون بها وتقابلهم في حياتهم مفيدة وذات معنى.

الجوانب الايجابية للتطوع

1- يؤدي التطوع إلى رفع العبء المادي عن كاهل المنظمات الاجتماعية بمعنى انه إضافة حقيقية لمواردها بحيث يسمح بتوجيه ما كان مقرراً أن تتحمله في توظيف بعض العاملين للتوسع في خدماتها أو تحسين معدل الأداء فيها.

2- يمتاز التطوع بالحماس في الأداء وهذا ما نفتقده في العمل الروتيني المدفوع الأجر, ولكن يجب أن يوجه هذا الحماس في الطرق السليمة للمنظمة, وفي إطار وظيفتها وبحيث يستند هذا الحماس على خلفية من الخبرة والمهارة وليس مجرد الميل.


3- يتيح العمل التطوعي ممارسة حقيقية للديموقراطية الاجتماعية في المجتمع لما يمتاز به من حرية الإقدام علية واختيار نوعية العمل والأداء, كما يتيح للمتطوع التعبير الصادق عن رأيه في طبيعة ومستوى الخدمة والرعاية.


4- يعتبر التطوع من الأساليب الايجابية للاستفادة من الطاقات الشابة في المجتمع وشغل وقت الفراغ بطريقة بناءة.


5- يلعب المتطوعون دوراًً أساسياً في تغيير برامج المنظمة وفقاً لاحتياجات جماعات المجتمع.


6- عن طريق التطوع يمكن سد العجزأوالثغرات في بعض التخصصات النادرة.

الجوانب السلبية للتطوع

1- ربما يؤدي الحماس الزائد لدى المتطوعون إذا لم يكن يواكبه التوجه السليم إلى إهدار بعض موارد المنظمة.

2- إن حماس المتطوعين ورغباتهم وميلهم إلى طبيعة عمل معينة لايمكن إن يغفل أن مستوى الأداء ومعدله لدى المتطوعين قد يكون اقل من المتخصصين في طبيعة هذا العمل لان الميل لايعني إجادة الأداء والقدرة على دائماً.


3- يعيب على المتطوع عدم استمرار يته في العمل في المنظمة حيث يمكن للمتطوع أن ينسحب في أي وقت من العمل دون أن تكون عليه التزامات كما لا يكون أجباره على الاستمرار في العمل أو حتى تنظيم انسحابه منه.


4- قد يؤدي الجمع بين الجهود التطوعية والنظامية في المنظمة إلى انخفاض الروح المعنوية نتيجة لاختلاف المعاملة فيما بينهم مما يؤدي إلى عدم تحقيق المؤسسة لأهدافها.


5- كثيراً ما يشبع المتطوع ميوله ورغباته على حساب عمله في المنظمة بما يتنافى والاستفادة من جهده وعدم امتصاصه لفلسفة المنظمة أهدافها.


6- انعدام الضبط أو تخلخل ممارسة السلطة داخل المنظمة وعدم إمكانية المتابعة والتقويم.


ويسهم العمل التطوعي في نهوض المجتمع اقتصادياً, والأهم من ذلك أنه يسهم في تعزيز بنيانه الاجتماعي الداخلي ويزيد من تماسك أبنائه وانتمائهم له , للتغلب على الصعاب التي يواجهها في طريقه نحو مستقبل أفضل.....


المصدر :
ملخص لكتاب ((أهمية العمل التطوعي )) .. المعدة : مريم صالح الأشقر " عاشقة البسمة "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهم المشاركات